الإثنين 18 أغسطس 2025 06:08 مـ 23 صفر 1447 هـ
بوابة صوت الصعيد
رئيس مجلس الإدارة محمد رفيع رئيس التحرير محمد عبد اللاه
×

الجيل المضحى !!!!

الإثنين 18 أغسطس 2025 06:56 مـ 23 صفر 1447 هـ
الجيل المضحى !!!!

الإسلام يجعل الأسرة هى اللبنة الأولى فى بنائه المحصن الذى تدرج فيه الفراخ الصغار وتكبر،وتتلقى رصيدها من الحب والرعاية والتكافل والتكامل

لذلك فالطفل الذى يفقد أو يحرم من محضن الأسرة الطبيعى ينشأ شاذا غير طبيعى وأول ما يفقده ويفتقده هو الحب الطبيعى.الطفل فى نطاق الأسرة يستأثر بحب أمه طيلة حمله ثم يتلوها حولين الرضاعة،هذه الحضانة تحميه وتنزع من صدره بذور الحقد والتنافس وغياب ثبات الشخصية

والدراسات الحديثة تؤكد صحة منهج الأسلام وسلامة طريقته التربوية، فالإسلام يعظم قيمة الوالدين ويقدر تضحياتهما وبخاصه الأمومة ويجعل الأبناء لا يوافيها حقها مهما يقدموا او يحسنوا اليها.فالقرآن يقول:(حملته امه كرها ووضعتها كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا)،فتركيب الألفاظ وجرسها يجسم العناء والجهد والضنى والكلال التى تحملتها الامهات وعظم التضحيات التى بذلتها

.وحين سأل أحدهم النبى صلى الله عليه وسلم بعد طوافه بأمه هل أدى حقها،فأجابه: ولا بزفرة واحدة.
ومن عظيم منهج الأسلام فى التربية ، أنه تراه قلما يوصى الأباء برعاية الأبناء والإحسان اليهم ،فالفطرة وحدها كفيلة بذلك،رعاية تلقائية مندفعة بذاتها لا تحتاج الى مثير؛تضحية كاملة غير منقوصه،تضحية عجيبة قد تصل لحد الموت فضلا على الألم بدون تردد،ودون انتظار عوض،ودون منَ ولا رغبة حتى فى الشكران!!.

لذلك جاء الاسلام يوصى الأبناء بالأباء فقال:(ووصينا الأنسان بوالديه إحسانا)؛أما الجيل الناشئ فقلما يتلفت إلى الخلف.قلما يتلفت الى الجيل المضحى الواهب الفانى.ولأنه بدوره مندفع الى الأمام،يطلب جيلا ناشئا يضحى له بدوره ويرعاه!!!،وهكذا تمضى الحياة !!.

تلك الوصية خاصه لجنس الإنسان كله وقائم’ على إنسانيته،فقلما نجد فى عالم الطير أو الحيوان أو الحشرات الصغار مكلف برعاية الكبار،فهى ميزة فريدة ونادرة للإنسان فقط وجنسه البشرى ، وربما لقصر عمر تلك الكائنات.

وجعل الأسلام من تمام النعمة على الإنسان التى يوجب الشكر عليها نعمته عليه وعلى والديه،فيقول:(رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدىَ)

ونجد فى عصرنا الحالى ومع كل نتيجة للثانوية العامة أشفق على الطلاب مرة؛وعلى أولياء الأمور ألف مرة،فالتعليم لم يعد مجانيا كما نادى طه حسين،ونتائجه لم تبقى عادلة أومنصفة،وأصبح التفوق والتميز لمن يملك المال،وليس دوما شعاره الجد والاجتهاد.وغياب الرؤية المجتمعية للتعليم،وتكدس الاسواق بالخريجيًن .

كان التعليم ، قديما ، سلاح الطبقة المتوسطة لتحسين صورتها ودخلها،ولتخلق لنفسها مستقبلا وأملا فى الغد، طموحا لمن أراد أن يلعب دورا فى الحياة، وكان التعليم مفتاحا سحرىا للنجاح وطريقا ممهدا يسلكه الراغبون والطامحون والمتفوقون،ولكن أصبح التعليم الآن، هما وعبئا على الأباء والأبناء على حد سواء،واصبح لا يقدر عليه الإ الأثرياء.

سيخلق التعليم بوضعه الحالى أنماطا اجتماعية ،وسيفرز تشوهات مجتمعية سيؤدى إلى اثار وخيمة بين الافراد،وسيغيب التقدير عن مهن ووظائف كان ينظر إلى أصحابها أنهم من صفوة المجتمع إنسانيا وأخلاقيا

وسيكون هناك اجيال شابة من حقها المشروع ،أن تعوض ما دفعته وتكبدته فى تعليمها؛مما سيجعل أسعار تلك الخدمات المقدمة منهم مرتفعة فى حدها الادنى،وغياب روح العطاء والإيثار والمحبة وعرضة للأنحراف لحد ما عند تلك الفئة، وكما قال أحمد زكي في فيلم " البيضة الحجر": " ويل للعالم إذا انحرف المتعلمون وتبهيظ المثقفون"

فالعلماء ورثة الأنبياء وبالعلم تبنى الأمم وتخلق الحضارات،وحث الأسلام على العلم ورفع مكانة العلماء :(قل هل يستوى الذى يعلمون والذين لا يعلمون).

تلك صرخة أتمنى ممن يمسك ملف التعليم فى بلادنا أن تجد منه اذانا صاغية،وعقولا واعية،وقيادة تخطط للمستقبل،وتحافظ على المجتمع وتماسكه

موضوعات متعلقة