الخميس 22 مايو 2025 03:04 مـ 24 ذو القعدة 1446 هـ
بوابة صوت الصعيد
رئيس مجلس الإدارة محمد رفيع رئيس التحرير محمد عبد اللاه
×

زفة يوم الجمعة

السبت 26 أكتوبر 2024 08:37 صـ 22 ربيع آخر 1446 هـ

قصة قصيرة.. بقلم- رجب أبو الحارث:

على قهوة المفارق بين القريتين ، جلس جمال على كرسي القهوة، وهو ممسك برأسه من شدة الصداع ، بعد أن فقد الامل فى كل شئ من حوله 
بعض ابناء القرية واصدقاء الدراسة  يسخرون منه بشكل يومي  ومع ذلك هو لا يمل من طلب السؤال   كلما جلس أحدهم على القهوة  ممكن تديني سيجارة يا محمود، انا خرمان ومصدع على الاخر 

اسكت يا جمال
 مش أنا ربنا تاب عليا من شرب السجائر 
تاب عليك إزاي 
وانت السيجارة لسه فى  إيدك ياجدع 
سبحان الله
 اصل انا لسه واخذ القرار حالًا وأنا جاي فى الطريق 

شوف مع محروس ولا مع الأستاذ سراج 

كل الإجابات واحدة ,, ربنا تاب علينا ياجمال

 الله يقطع السجاير وسنينها ، بتخرب الجيب والصحة كمان 

عندما يكون جمال جالس على المقهي 
الجميع اقلع عن شرب السجائر ، وفي بعض الاحيان صائم ، حتي عن المشاريب على القهوة  وأصبح جمال موضع سخرية لهم جميعًا 

انقطع جمال عن المقهي  من كثرة الإحساس بالاهانة  بعد ان وجد مقاول أنفار يبحث عن بعض الشباب للعمل فى المملكة العربية السعودية

 اتفق جمال مع المقاول على تخليص كل شئ حتى الأوراق،  والحساب يجمع هناك 

كلما اشدت درجة الحرارة أثناء العمل فى المملكة ،  وبدأ يتسرب إحساس التعب والغربة الى نفس جمال 
تذكر شلة القرية والايام الضنك والسخرية 

  بعدها تعود اليه الحياة والنشاط يدب في نفسه من جديد 

مرت السنة الاولى والثانية والثالثة، وأصبحت الاشيا معدن  ،وبدأ جمال فى شراء الهدايا للأقارب والاصدقاء ومن 
بين هذه الهدايا شنطة كامله من الهدوم البيضاء ، ماركة موحدة مشهورة 

وصل جمال للأراضي المصريه مساء الاربعاء في مساء الخميس
 مر جمال على منازل محمود ومحروس وسراج وكل شلة سخرية الماضي التعيس 

 بعد أن حفظ مقدمة  من الانشاء لكل منهما على إنفراد 
 عن الجلابية اللى من عند النبي عليه أفضل الصلاة والسلام
 والبركة اللى ها تحل عليهم فى صلاة الجمعة، من لبس الجلابية وشرب شوية مياه من بير زمزم المبارك 

تعمد جمال الجلوس فى الصف الأخير فى المسجد،   بالرغم من انه كان أول الحاضرين ، كلما دخل أحدهم المسجد هو يرتدى الجلباب الأبيض

 انشرح وجهه جمال بالسرور والفرح

 حتئ اكتمل العدد وانتهت خطبة الجمعة والصلاة ، وعند هذه اللحظة وقف جمال امام باب المسجد
 وهو يشعر انه يمتلك خرطوم مياه
 خط برليف 

وآخذ عدة أنفاس من أجل تسليك الأحبال الصوتية
لكي يصل صوته للجميع 
يا أهل القرية الكرام الجماعة اللى لابسين هدوم بيضة داخل المسجد ماركة الدفة
 اللي آنا اشترتها بفلوسي من السعودية

  كلهم اي كلأم وعالة على المجتمع ، ومفيش راجل فيهم يساوي بصلة 
فى سوق الرجالة ،والحاضر يبلغ الغائب 

يا اهل القرية،  خدوا بالكم من الجماعة اللى لابسين الهدوم البيضة اللى أنا شاريها بفلوسي 

كلهم بتاع مصالح وبس، كلامي واضح وصريح ???