إلى متى؟؟!

بقلم- محمود طلبة الفار:
يبدو أننا أصبحنا نعيش فى عالم قائم على الإزدواجية وأن رصيده من الرحمة والضمير والمبادئ والقيم السامية قد نفد..
لم أعد أطيق قراءة فلسفة الأساطير هذه التى تملأ الصفحات والمواقع الافتراضية بينما الدم يسيل أنهارا،دماء أطفال كل ذنبهم أنهم ولدوا فى هذا المكان ودماء نساء ثكلى وأرامل ودماء مسنين فى ختام أعمارهم قدرهم أن تعجن أشلاؤهم بأنقاض منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم ،وهم لا يملكون من الأمر شيئا
يصرخون ويستغيثون فى عالم أصيب بالصمم والعمى ،ومدن كاملة تم مسحها من على الأرض مسحا وكل كلمات الشجب والادانة والاكتفاء بالدعاء اصبحت تصيبنى بالقيئ مثلما أصبحت مشاهدة الشاشات تصيبنى بالإكتئاب..
أى شيئ غير أفعال توقف المذابح البشعة وتغيث الأبرياء المستغيثين والمغلوبين على أمرهم من كل الأطراف،وهم فى أسوء حال من جميع النواحى لا يستحق عناء مشاهدته او الاستماع إليه..
إلى متى ستستمر المأساة الدامية التى لم يشهد التاريخ مثلها،أن تحرم شعبا من كل مقومات الحياة ثم تتم إبادته بشكل جماعى ،ودون تمييز،هذا شيئ لم يحدث من قبل،بينما القادة كلهم والدبلوماسيون يكتفون بالإجتماعات والمحادثات والبيانات والتصاريح التى اصبحت وكأنها تتحدث بلغة يبدو أنها انقرضت من أبجديات البشرية فى هذا العالم البشع الذى كتب علينا أن نعيش فيه بينما تظل المسافة بعيدة جدا بين الأقوال والأفعال وتصل الى درجة التناقض