الجمعة 23 مايو 2025 08:40 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
بوابة صوت الصعيد
رئيس مجلس الإدارة محمد رفيع رئيس التحرير محمد عبد اللاه
×

  ” الأخ الوالد ”

الخميس 3 سبتمبر 2020 08:02 مـ 15 محرّم 1442 هـ

بقلم د . محمود العبد حسن 
 

لحكمة يعلمها الله ، يأتي قضاؤه وقدره ، فيكتب لبعض الأسر أن يغيب عائلها ، وقديما قالوا من مات أبوه فقد سنده وإن بلغ ما بلغ ، فجأة يصبح أفراد الأسرة في مهب الريح ، فهم كالسفينة توفي ملاحها وقبطانها ، وتكاد تضل طريقها ، وعرضة لتلاطم الأمواج وقابلية الغرق ، وتحيط بها المخاطر ، وتوشك أن تغرق سفينتهم ، فهي تسير بدون ربان .
 تحت تلك الظروف يشرع الأكبر من العائلة بتولي دفة القيادة وحمل الأمانة ورعاية الصغار الأيتام ، يشرع في دفن رغباته ويكبر فوق شهواته ، هدفه إنجاز مهمته وخدمة أخوته .

يمتاز الأخ الأكبر بسعة صدره ،برغم أعبائه وكثرة المطالب واختلاف الأهواء والأمزجة ، برغم إرهاقه تجده حنونا ، يحفظ الحقوق ، يراعي الصغار حتى تكبر ، دوما محب لأخوته ، باذلا المعروف لهم ، ساهرا على مصلحتهم ليل نهار ، متغاضيا عن صغائرهم

 يتعب ولا يجرح أحدا ، تجده في صورة المعطاء المحب الحريص على الجماعة ،وأن ترسو سفينة الأسرة إلى شاطئ الأمان ، يحكم بميزان عدل بين الجميع ، تجده المبادر بالمصافحة في كل خلاف ، المشتري للقرب ، الناسي للإساءة ، الشاري للبسمة ليهديها إلى أخوته ، الحياة عنده مختزلة في أخوته ، سعيدا متى سعدوا ، راضيا متى رضوا ، ليس لديه أي رغبات أو طموح او أمنيات شخصية ، فالعالم والحياة صارت أخوته فقط ، يفعل ذلك كله دون ضجر أو كلل أو ملل ، بدون شكوى أو سخط ، بل عن طيب نفس .

إن مثل هؤلاء أشبه بالدعاة والمصلحين الذين ترسلهم السماء ليمسحوا بعضا من غلظة الحياة ، أصحاب قلوب نقية مملوءة حبا يسع الجميع ، البغض لا يعرف إليهم طريقا .

إن الأخ الوالد نعمة كبيرة وهدية من الله يستحق من كل عاقل ومنصف الإشادة به والتحية  لصنيعه والتقدير لفعله ، فهو نموذج حي ومثال طيب للإنسانية في أروع صورها ، داعين الله أن يجازيهم خير الجزاء على حسن صنيعهم .      

مدير الطب الوقائي بمديرية الطب البيطري بقنا .