الجمعة 23 مايو 2025 08:47 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
بوابة صوت الصعيد
رئيس مجلس الإدارة محمد رفيع رئيس التحرير محمد عبد اللاه
×

الروح والمادة

الأحد 12 يوليو 2020 01:46 مـ 21 ذو القعدة 1441 هـ

بقلم. عبدالجواد الأنصاري
أولئك الذين يعيشون بمعزل عن الحياة ،ويضعون أنفسهم بمنأي عن الناس، أولئك الذين انحرفوا عن منهج الاسلام الصحيح مدعين أن الإسلام هو أن تضع نفسك في قمقم كي تعيش عابدا زاهدا، وهذا فهم مازوم يلقي السمع لأهوائه عزل نفسه عن معترك الحياة ، مع أن الدين يقول لك أن خالط الناس واصبر علي اذاهم خير من أن تعتزل الناس

فالإسلام هو مواءمة بين الروح والجسد، فلا بد أن يتناغم الاثنان في معترك الحياة خائضين غمار الدنيا ليتحقق فيهم قول الله تعالي يا ايها الانسان انك كادح الي ربك كدحا فملاقيه ،فللروح حظ في العبادة والذكر وللجسد حظ في العمل الدءوب من أجل أن يوفر الحياة الكريمة له ولأهله

وحتي لا يسأل الناس أعطوه أو منعوه فاليد العليا خير من اليد السفلي وان من الذنوب لا يكفرها الا السعي للمعاش ومن ثم اعطي النبي الحبيب عناية خاصة للعمل والعاملين وقال في حديثه الشريف ما اكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده وان نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده

وليست ثمة شك في أن الروح كذلك تعطي قبلة الحياة للجسد عندما يركن فيها المرء الي ربه في لحظات الضيق والقنوط فتهدأ نفسه وتطيب بعدما عرفت أن لها ربا يكشف الضر ويزيح الام النفس ويرطب الجسد بما حملت الروح من رضا وذكرا يبعث النشوة والحياة الي الجسد فينشط مجددا للعمل الدءوب وهذا هو المؤمن الواعي لدينه وعقيدته يخوض غمار الحياة ولأواءها حتي اذا ضاقت به السبل تذكر أن له ربا يركن إليه وروحا تضئ له ظلمة الجسد فتشرق فيه انوار الايمان

وهذا ما يصنع الفارق بين المؤمن وغيره ولو كان هذا ديدن العالم لما رأينا آلاف المنتحرين الملاحدة لانهم نسوا الله فأنساكم أنفسهم فأخذوا كل شيء من زخارف الدنيا من حظ الجسد ولكن بدون روح ترطب هذا السعار المادي المجرد من كل ايمان فانجرفوا الي الانتحار وازهاق النفس لعدم التوازن بين الروح والمادة وصدق فيهم قول الله تعالى "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشه ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمي". صدق وعد الله صدق وعد الله