الخطارة .. قرية نفعها علمها

بقلم د.محمود العبد حسن
جاء فيروس كورونا ليصيب الأمم بالكساد ،ويصيب الأفراد بالجزع والهلع ، وأصبح الموت قريبا من الجميع ، واستعد الغالبية لمفارقة الأحبه والأخلاء
واكتظت المستشفيات بالمصابين وعجزت قدرات الدول على تحمل تبعاته ، فكان لابد من العمل العام التطوعي، وتحول الواجب الكفائي إلى واجب عيني لخدمة المجتمع ،وتخفيف آثار الفيروس .
كانت قريتي الخطارة ، مشهورة بالعلم والعلماء بين جيرانها ، وجاءت تلك الجائحة لتضيف سمة أخرى لبلدي ، حيث فجأة ظهر عدد غير قليل من حالات الاشتباه بالكورونا ، مما دفع عددا من أبناء البلدة لتشكيل لجنة لإدارة تلك الأزمة ،
هؤلاء الشباب تحركهم نوازعهم الداخلية، لحب الخير وحرصهم على سلامة أهلهم طواعية دون إجبار ، قامت تلك اللجنة بفرض حظر ذاتي كامل على القرية، مع تعهد شباب القرية المتطوعين بتلبية كافة احتياجات الأهالي من غذاء ودواء وخلافه ، وقاموا بتنفيذ أعمال الرش والتطهير بمنازل وشوارع القرية بصفة دورية، وتحمل كافة النفقات من أموالهم الخاصة .
وقام فريق من أبناء القرية " الأطباء والصيادلة " ، بمتابعة الحالات المصابة والمعزولة منزليا ،وتوفير ما يلزم لها .
تلك الأفعال الطيبة صادرة من فرسان لا يهابون الموت وشباب محب للخير ولبلدته وللعمل العام ، ولم يفت في عزيمتهم ما قد يلقونه من معارضة أو نقد أو إساءة ، والذي قد يمتد إلى السخرية منهم والتقليل من أفعالهم .
إنني أكتب كلماتي وهي تشرف بهم وهم يوشكون أن يصلوا بقطار بلدتهم إلى نهايته السعيدة ، فمنحنى الإصابات انخفض بالقرية ، وارتفعت معدلات الشفاء
فتحية لكل بطل مجهول اسما معروف صنيعا وسلوكا ، وتحية للعلم والمتعلمين الذين يخدمون مجتمعاتهم ويرفعون شأنه وبه يرتقي .
مدير إدارة الطب الوقائي بمديرية الطب البيطري بقنا