خبر عاجل

جلس الطبيب والمهندس والمزارع والسائق ، ليشاهدوا مبارة كرة القدم فى نهائى الدوري ، وكان الأربعة على دكّة واحدة فى المقهى الريفى ذو الجدران الطينية القديمة ، والمقاعد المتآكلة ، وبدأ الماتش بقوة ، والكل متأهب ، والكل يتمنى فوز فريقه المفضل ، وركض اللاعبون فى الملعب الأخضر ، والكرة تدور بينهم ، وكل الأقدام تسعى نحو الساحرة المستديرة لتقذف بها فى شبكة الآخر ، وعلى حين غفلة سجل أحد اللاعبين هدفاً رائعاً فى شبكة الفريق الآخر ، صفق الجميع ، وهللوا ، وبدأ التصفير بصوت مرتفع ، وصاح الطبيب : الله عليك الله ، جول جول جول ، جول دخل بحرفنة ، زى الإبرة فى الوريد ، الله يادكتور الله ،
وصاح المهندس : ياولد !! ، والله جون بالمسطرة ، دخل فى الشبكة بالسنتى ، لاحود يمين ولاشمال ، بزاوية قائمة .. الله عليك ياواد يالعيب
وانتفض السائق قائلاً : عليا الطلاق معلم ، واللى ادّاك الرخصة معلم ، الواد قايم على 160 ، ولاهامه الطريق ، ولاداس على فرامل ، والطريق طايبة قدّامه ..الله عليك ياولد.
وصاح المزارع : يبى يبى يبى ، ايه دا يابوووووووووى ، والله حريف ، الكورة دخلت زى المية فى الخديم ، والله تستاهل أردب فلوس ، زرعك ناجح ياولدى !!
وفجأة أخفق أحد اللاعبين ، وقذف بالكرة خارج الشبكة ، فااستفز الجميع ، وغضبوا ، وصاح الطبيب : أيه اللى عملته ده ياراجل !! ، غبى ، ضيعت الماتش ، ماشى مبنَّج ، فى غيبوبة !!
وصاح المهندس : ليه انحرفت كدا ياخايب ، ماكنت ماشى فى خط مستقيم ، ايه اللى حصلك ؟!
وصاح السائق : إخص عليك ياكلب ، والله ماعايز غير كوريك على راسك
وزعق المزارع : جاك طورية تنزل على رقبتك ، حقاش طولان زى النخلة المخوِّخة !!
وبينما الجميع فى حالة انسجام تام مع المباراة ، يتابعونها بكل حواسهم ، ظهر فى شريط أسفل الشاشة ، خبر عاجل : "انفجار شديد أمام معهد الأورام بالقاهرة ، أدى الى مقتل 20 شخص ، وإصابة 50 آخرين ، منهم اطفال ، ومرضى ، ونساء ، وتناثر الجثث والأشلاء على الطريق .
إندهش الجميع لحظة ، ثم عاودوا التصفيق والتهليل ،والتصفير للفريق الفائز !! وجاء المحللون للمبارة ، ببدلهم الفاخرة ، ورابطة اعناقهم الحمراء المبهجة ، وابتساماتهم الساطعة ، ليحللوا وقائع المباراة ، وعلى القناة الأخرى عربات الإسعاف تتدافع بشكل كبير على مكان الإنفجار !!