• الرئيسية
• تحقيقات

في مشهد إنساني مؤثر يجسد أسمى معاني الوفاء والامتنان، فاجأ عدد من الطلاب اليمنيين معلمهم المصري الأستاذ محمد عبدالعال أحمد بزيارة تاريخية إلى منزله بمحافظة سوهاج، بعد مرور ما يقرب من أربعة عقود على آخر لقاء جمعهم به، في مبادرة عكست عمق العلاقة التي تربط المعلم بتلاميذه، ورسّخت قيم الاحترام والعرفان التي يتميز بها أبناء اليمن.

زيارة من يافع إلى سوهاج تكريمًا لمسيرة تعليمية مؤثرة

وقام طلاب ثانوية الشهيد عبدالرحمن قحطان بمدينة يافع، من خريجي الأعوام 1990–1991، بزيارة معلمهم في منزله بقرية أولاد يحيى الحاجر التابعة لمركز دار السلام بمحافظة سوهاج، تقديرًا لدوره التربوي والإنساني خلال فترة عمله مدرسًا لمادة الكيمياء في اليمن.

وجاءت الزيارة محمّلة بمشاعر صادقة وذكريات قديمة، أعادت إلى الأذهان سنوات الدراسة التي ترك خلالها الأستاذ عبدالعال أثرًا بالغًا في نفوس طلابه، ليس فقط على المستوى العلمي، بل الأخلاقي والإنساني أيضًا.

بداية القصة.. بحث استمر أسابيع عن معلم لم يُنسَ

وتعود تفاصيل المبادرة إلى قيام عدد من طلاب دفعة 1987–1988، الذين درس لهم الأستاذ محمد عبدالعال مادة الكيمياء، بمحاولات حثيثة للبحث عن معلمهم، لمعرفة ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة، بعد سنوات طويلة من الانقطاع.

وبعد رحلة بحث استمرت لعدة أسابيع، وبالتعاون مع أحد أبناء الصعيد، تمكن الطلاب من الوصول إلى رقم هاتف المعلم، ليطمئنوا على صحته ويتأكدوا من أنه ما يزال بخير، الأمر الذي دفعهم لاتخاذ قرار السفر إلى مصر ولقائه وجهًا لوجه.

لحظة لقاء مؤثرة تجسد قيم الوفاء والامتنان

وشهد اللقاء لحظات إنسانية مؤثرة، امتزجت فيها الدموع بالابتسامات، حيث عبّر الطلاب عن امتنانهم العميق لمعلمهم، مؤكدين أن ما قدمه لهم من علم وتوجيه لا يزال حاضرًا في مسيرتهم الحياتية والمهنية حتى اليوم.

وتعد هذه المبادرة نموذجًا نادرًا للوفاء، ورسالة إنسانية تؤكد أن أثر المعلم لا يزول بمرور الزمن، وأن القيم النبيلة تظل حاضرة في وجدان الأجيال، مهما ابتعدت المسافات وتعاقبت السنوات.