الأربعاء 10 سبتمبر 2025 12:40 صـ 17 ربيع أول 1447 هـ
بوابة صوت الصعيد
رئيس مجلس الإدارة محمد رفيع رئيس التحرير محمد عبد اللاه
×

حضور سياسي وأكاديمي وشعبي حاشد في مناقشة دكتوراه الباحث أحمد أبو النجاح ماضي بجامعة جنوب الوادي

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 11:01 مـ 16 ربيع أول 1447 هـ
حضور سياسي وأكاديمي وشعبي حاشد في مناقشة دكتوراه الباحث أحمد أبو النجاح ماضي بجامعة جنوب الوادي

كتبت - ولاء فخري

في أجواء استثنائية غير معتادة، شهدت كلية علوم الرياضة بجامعة جنوب الوادي بقنا حضورًا جماهيريًا واسعًا وغير مسبوق لمناقشة رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحث أحمد أبو النجاح أحمد ماضي، مدير المتابعة وتقويم الأداء بإدارة قوص التعليمية. إذ اكتظت القاعة بالحضور من مختلف طوائف المجتمع، يتقدمهم رموز السياسة وقيادات حزب مستقبل وطن بمحافظة قنا ومركز قوص، إلى جانب أساتذة الجامعة وقاماتها العلمية وقيادات مديرية التربية والتعليم والمعهد العالي للخدمة الاجتماعية، فضلًا عن الإعلاميين والصحفيين والعمد والمشايخ، حتى غدت المناقشة أقرب إلى تظاهرة علمية واجتماعية كبرى تعكس مكانة الباحث ورسالة بحثه. ولم تكن المناسبة مجرد مناقشة تقليدية، بل حدثًا مميزًا تفاعل فيه الجميع مع ما طُرح من أفكار ونتائج علمية، حتى غدت المناقشة حدثًا استثنائيًا سيظل علامة مضيئة في سجل الجامعة.

وكانت كلية علوم الرياضة بجامعة جنوب الوادي بقنا، قد شهدت مناقشة علمية متميزة لرسالة الدكتوراه المقدمة من الباحث أحمد أبو النجاح أحمد ماضي، مدير المتابعة وتقويم الأداء بإدارة قوص التعليمية، وذلك لنيل درجة دكتوراه الفلسفة في التربية الرياضية، والتي جاءت بعنوان: «تأثير تدريبات الكروس فيت (Cross Fit) على تطوير بعض المتغيرات البدنية الخاصة والفسيولوجية والمستوى الرقمي لمتسابقي دفع الجلة».

تكونت لجنة الإشراف على الرسالة من الأستاذ الدكتور محمود محمد لبيب أستاذ التدريب الرياضي ووكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب – كلية علوم الرياضة – جامعة جنوب الوادي، والأستاذة الدكتورة حنان السيد عبد الفتاح أستاذ تدريب مسابقات الميدان والمضمار سابقًا – جامعة حلوان وعميد كلية علوم الرياضة للبنات، والدكتورة رحاب عبد المنعم الرشيدي أستاذ مساعد بقسم التدريب الرياضي وعلوم الحركة – كلية علوم الرياضة – جامعة جنوب الوادي.

أما لجنة المناقشة والحكم فقد ضمت الأستاذ الدكتور أحمد عبد السلام عطيتو أستاذ الإصابات الرياضية ووكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث – كلية علوم الرياضة – جامعة جنوب الوادي، والأستاذة الدكتورة ليلى عبد الباقي شحاتة أستاذ ورئيس قسم تدريب مسابقات الميدان والمضمار سابقًا – كلية علوم الرياضة للبنات بالجزيرة – جامعة حلوان.

أوضح الباحث أن ألعاب القوى تُعد من أبرز الرياضات الأولمبية وأكثرها تنوعًا وثراءً، حيث تجمع بين مهارات وقدرات بدنية متعددة، وهو ما جعلها تحظى بمكانة الصدارة في الدورات الأولمبية وتفتح المجال واسعًا لإجراء الدراسات العلمية التي تهدف إلى تحسين الأداء. وأكد أن مسابقات الميدان، وخاصة دفع الجلة، شهدت في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في تحطيم الأرقام القياسية بفضل التقدم العلمي في مجالات التدريب والميكانيكا الحيوية والفسيولوجيا وعلوم الحركة.

وتأتي أهمية البحث في كونه إضافة علمية جديدة لمجال تدريب ألعاب القوى، حيث يبرز الأثر الإيجابي لتدريبات الكروس فيت على تطوير المتغيرات البدنية والفسيولوجية للممارسين، بالإضافة إلى انعكاسه المباشر على المستوى الرقمي لمتسابقي دفع الجلة. كما يوجه البحث أنظار المدربين إلى ضرورة اعتماد أساليب تدريبية حديثة تواكب التطورات العلمية والعملية، وتساهم في الارتقاء بمستوى اللاعبين على نحو شامل.

استهدف البحث التعرف على تأثير تدريبات الكروس فيت على مجموعة من المتغيرات البدنية الخاصة مثل القدرة وقوة الرجلين وقوة الذراعين والتوازن والمرونة، وكذلك المتغيرات الفسيولوجية مثل معدل ضغط الدم ومعدل النبض والسعة الحيوية، فضلًا عن تأثيرها على المستوى الرقمي لمتسابقي دفع الجلة.

أظهرت نتائج البحث أن البرنامج التدريبي المقترح باستخدام تدريبات الكروس فيت حقق تأثيرًا إيجابيًا واضحًا في تحسين مستوى المتغيرات البدنية الخاصة بمتسابقي دفع الجلة، حيث تراوحت نسب التحسن بين 7.24% و38.99%. كما تبين أن البرنامج التدريبي ساهم في تحسين المتغيرات الفسيولوجية بنسب تراوحت بين 11.30% و42.31%. ولم يقتصر التأثير على الجوانب البدنية والفسيولوجية فقط، بل امتد ليشمل المستوى الرقمي للمتسابقين، حيث سجلت النتائج نسب تحسن تراوحت بين 21.58% و28.09%، وهو ما يعكس القيمة العلمية والتطبيقية لتدريبات الكروس فيت في رفع مستوى الإنجاز الرياضي.

في ضوء هذه النتائج، أوصى الباحث أحمد أبو النجاح ماضي، بضرورة اعتماد تدريبات الكروس فيت كأسلوب تدريبي أساسي لمتسابقي دفع الجلة لما لها من تأثير فعال على المستويات البدنية والفسيولوجية والرقمية، مع إمكانية تعميمها على الفئات العمرية المماثلة لتحقيق أفضل استفادة. وأكد على أهمية أن يولي المدربون اهتمامًا خاصًا بإدماج تدريبات الكروس فيت داخل برامجهم التدريبية على أن تكون متدرجة الصعوبة وتجمع بين الطابع العلمي والتشويقي، بما يحفز اللاعبين على مواصلة التدريب.

كما شدد على ضرورة إدراج هذا الأسلوب التدريبي ضمن المناهج الحديثة لبرامج ألعاب القوى والتوسع في استخدامه لتطوير مهارات أخرى، إلى جانب الدعوة لإجراء المزيد من الدراسات التي تقارن بين الكروس فيت وغيره من الأساليب التدريبية لمعرفة مزاياه وخصائصه بدقة أكبر. وأوصى كذلك بعقد دورات تدريبية وورش عمل للمدربين لإمدادهم بالمعارف والمهارات اللازمة حول كيفية تطبيق الكروس فيت، بما يسهم في تعميمه ونشره بين الأوساط الرياضية.

وأكد الباحث أن تطبيق هذه التدريبات لا ينبغي أن يقتصر على دفع الجلة فقط، بل يجب أن يمتد ليشمل باقي مسابقات الرمي، لما لها من قدرة على تحقيق إنجازات رقمية أفضل. كما شدد على أهمية تنمية القدرات التوافقية الخاصة باللاعبين واستخدام الأجهزة الحديثة في عمليات القياس والتقويم. وأوصى بضرورة متابعة الأداء بشكل متتابع وتحليل نتائجه لرصد أوجه التحسن وتحديد نقاط القوة والضعف في ضوء المؤشرات التي توصلت إليها الدراسة.

وفي ختام المناقشة، أشادت لجنة الحكم بالجهد البحثي المتميز الذي بذله الباحث أحمد أبو النجاح أحمد ماضي، وأوصت بمنحه درجة دكتوراه الفلسفة في التربية الرياضية مع مرتبة الشرف والتوصية بطباعة الرسالة على نفقة الجامعة وتبادلها بين الجامعات، وسط أجواء من الفخر والاعتزاز من الحضور وزملائه وأسرته.