الصيام.. ورائحة الفم
بقلم: د.عبد الناصر خليل
في جزء من حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول فيه "والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من رائحة المسك"
تأخذك نفسك الطيبة إلى معاني جميلة، قسم من النبي صلى الله عليه وسلم، يشعرك بأهمية وجمال الطاعة، وخلوف ( تغير رائحة فم الصائم لتأخر الطعام - وأصلها في النبات أن ينبت الشيء بعد الشيء لأنها رائحة حديثة بعد الأولى "لسان العرب"
وكأن رائحة فم الصائم رائحة جديدة ومميزة لخلو الفم من الطعام بعد رائحته مع الطعام، وفي هذا إعجاز نبوي وبشرى لكل صائم. في الدنيا بصحة وعافية بما يحدثه هذا الخلوف وفي الآخرة بالقبول من الله.
وفي هذا المجال اثبتت البحوث العلمية الحديثة، أن الامتناع عن الطعام يعد في حد ذاته فرصة طبيعية لراحة الأنسجة المخاطية للفم من تلقي المفرزات الهاضمة التي تطلقها الغدد الهاضمة مثلالغدة الصفراء ، والغدد اللعابية الفمية ، وأن الصيام يعطي الفرصة الكافية لبعض الخمائر الموجودة ضمن المفرزات اللعابية داخل الفم للقضاء على الجراثيم التي ستحدث- فيما لو تركت - بعض أمراض اللثة الخطرة، مثل داء تخلخل الأسنان.
كما أن الامتناع عن تناول الطعام لفترة من الزمن - كما في الصوم- يعطي فرصة كافية لأنسجة الفم الرخوة لكي ترمم نفسها جيدا بعيداً عن الحوامض التي ينتجها الطعام في الفم، وذلك بعد أن تكون هذه الأنسجة قد تخربشت أو جُرحت بتأثير بعض الأطعمة الخشنة.
كذلك فإن الصيام يُعد فرصة جيدة تعطي لفوهات أقنية الغدد اللعابية داخل الفم التي تقدر بالملايين، لكي تأخذ راحة واستجماما من عملها الدائب. " كتاب ثبت علميا"
هل فهمنا الآن كيف ان رائحة فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك
مدرس أصول التربية بجامعة جنوب الوادي بقنا