الجمعة 23 مايو 2025 08:18 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
بوابة صوت الصعيد
رئيس مجلس الإدارة محمد رفيع رئيس التحرير محمد عبد اللاه
×

رؤية جديدة لتطوير التوجيه الفنى بقنا

الأحد 1 سبتمبر 2019 11:03 مـ 1 محرّم 1441 هـ
عادل صابر
عادل صابر

فى إطار منظومة التعليم الجديدة التى تقودها الدولة لتطوير التعليم، فقد أصبح من الضرورى طرح رؤية جديدة لتطوير التوجيه الفنى، رؤية غير تقليدية، خاصة أن الوزارة هذه السنوات تتجه إلى الإبداع والمعلم المبدع، وليس المعلم المنهجى العقيم.

 

فكل اتجاهات وزارة التعليم هو البعد عن الحفظ والتلقين اللذان سار عليهما التعليم فى مصر لسنوات طويلة، فانتج لنا الرتابة والركود فى العملية التعليمية، وقد كان لى نظرة جديدة فى عملية التوجيه الفنى وذلك في ظل المنظومة الجديدة التى يقودها وزير التعليم ونائبه وبدعم وتأييد من وكيل وزارة التعليم بمحافظة قنا للإرتقاء بالحركة التعليمية، وهو الخروج عن القضبان بمهارة وحذق لصالح الطالب، فالطالب هو المحور الذى تدور حوله كل جهود العاملين بالتربية والتعليم، والموجه فى تقديرى هو رمانة الميزان الذى بدونه لارقيب للعملية التعليمية سوى الضمير الإنسانى الذى لايمكن ان يكون مطلقاً ولكنه نسبى يختلف من شخص إلى آخر، فلابُد من وجود منظم يدفع ويراقب ويحفِّز لعمل المعلم داخل الفصول.

 

وتتلخص الرؤية الجديدة بالإرتقاء بمنظومة التوجيه الفنى إلى عدة نقاط مختصر فيما يلى :-

1 - عدم أبدية الموجه بمدارسه، أى لابد من تبديل المدارس بالتناوب بين الموجهين بعضهم ببعض، فمن المعروف أن الموجه يظل مرتبطا بمدارسه طوال مدة عمله بالتوجيه، حتى ينتقل أو يترقى إلى وظيفة أخرى، فيكون هناك نوعاً من الصداقة والتربيطات بين الموجه والإدارة المدرسية، مما يؤثر سلباً على أداءه وينتج الكثير من المجاملات والمحسوبيات على حساب الطالب الذى هو محور العملية التعليمية كما أسلفنا، ولكن أرى ألا يظل الموجه بمدارسه أكثر من عام مثلا، ثم يتركها، وأن تتم عملية إحلال وتبديل بينه وبين أحد زملائه الموجهين بنفس المرحلة، وبذلك نكون قد قضينا على عملية التربيطات والصداقة بينه وبين إدارة المدرسة، بالإضافة إلى أن المعلم والطالب يستفيد من تبادل الخبرات من جميع موجهى المرحلة، بمعنى أنه يتخلص من مواطن الضعف التى كانت من الموجه السابق إلى مواطن قوة من الموجه الجديد، وبفعل قصر المدة، سيجتهد الموجه لإبراز قوته وتفوقه على سابقه، وسيبذل المعلم قصارى جهده لإظهار قوته أمام الموجه الجديد، وكل هذا فى النهاية يصب فى صالح الطالب، الذى يسعى الجميع للإرتقاء بمستواه العلمى والأدبى.

 

2 - استخدام منهج "دائرة المعارف المتكاملة" فى وظيفة التوجيه على أعلى مشكلة، بمعنى أن يكون هناك اجتماعات شهرية بين الموجهين بقيادة الموجه العام والموجه الأول للمادة وجميع الموجهين بجميع مراحل التعليم، تناقش فيها بعض المشكلات التى يلاقيها الموجه من المعلم والتى تؤثر سلباً على أدائه داخل الفصل، وإيجاد حلول لهذه المشاكل، وكلُ يدلى بدلوه فى التغلب على هذه المشاكل، وتجمَّع هذا الحلول بحيث يختار الموجه العام الحل الأمثل من هذه الحلول المطروحة وتطبيقه فى كل المراحل التعليمية، وبذلك الطرح ينتج لنا معلم مثالى خالى من العقبات والقلاقل التى تواجه أدائه داخل الفصل.

 

3 - تفعيل دور المعلم المبعوث إلى الدول الأجنبية كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، هذه البعثات التى كلَّفت الدولة آلاف الجنيهات، ليعود المدرس منكمشاً فى مدرسته التى خرج منها بدون تطبيق، وقد بدأنا هذه السنوات في مديرية التعليم بقنا بتفعيل دور المبعوث فى عقد دورات تعليمية مع المعلمين غير المبعوثين للإستفادة من خبرات المعلم المبعوث التى جلبها من بعثته خارج مصر، وقد لاقت هذه الفكرة نجاحا رائعاً فى الإرتقاء بالعملية التعليمية بتطبيق أفكار جديدة غير تقليدية فى صقل عملية الشرح، ومعاملة الطلاب داخل فصولهم.

 

4 - تطبيق نظام "الدرس النموذجى أو الحصة المثالية داخل الفصول"، اى أننا لانريد " الموجه الصامت " أو " الموجه المستمع" فقط داخل الفصول كالمعتاد، فقد كان فى الماضى يجلس الموجه فى آخر الفصل، مستمعاً فقط الى شرح المعلم، مدوناً فى سجله نقاط ضعف وقوة المعلم، والأخطاء التى وقع فيها أثناء الدرس، ولكن ماصبونا إليه هو أن يقوم الموجه، بشرح درس نموذجى أمام المعلم وتلاميذه، مطبقاً فيه كل أركان الدرس، من إدارة الفصل وإدارة الوقت، وتحفيز الطلاب، وكل مايمت للدرس بصلة بطريقة بسيطة مشوِّقة، وبذلك يستفيد المعلم والطالب على حد سواء، ويكرر الدرس النموذجى فى كل زيارة من زيارات الموجه فى مدارس أخرى، وبذلك نكون قد أخرجنا الموجه من صمته، وفى نفس الوقت أعطينا جرعة كبيرة من المعلومات وتبادل الخبرات بين الموجه والمعلم، وفى النهاية كانت النتيجة لصالح الطالب.

 

5 - الإطِّلاع والتنقيب عن التطور العالمى فى عملية التوجيه الفنى، أى يكلِّف الموجه العام جميع موجهيه، على تقديم أبحاث بسيطة مكثفة خالية من التعقيدات، فى تقديم أبحاث تواكب كل ماهو جديد فى فنيات الإشراف الفنى عالمياً من خلال الدخول إلى مواقع التعليم فى الدول المتقدمة على الإنترنت وبنك المعرفة الذى يحوى الكثير والكثير من الإبداعات فى مجال التعليم، وتطبيقها بقدر الإمكان فى الإرتقاء بالعملية التعليمية فى مصر، وبذلك يكون قد ألزمنا الموجه بالبحث والتنقيب والإستفادة بكل مستجدات العملية التعليمية عالميا، وكل هذا فى النهاية يصب فى مصلحة الطالب.

 

6 - عقد دورات وحلقات تعليمية تثقيفية فى إجازة آخر العام اسبوعياً بكل إدارة تعليمية بالمديرية، من خلال جدول دورى يضعه الموجه العام، يتم فيه توعية المعلمين بأخر ماوصلت إليه الأبحاث فى رفع أداء المعلم، وكل مايتعلق بفنيات وكيفية توصيل المعلومة، من خلال المعلم المبدع وليس المنهجى، وهو ماترنو إليه الوزارة هذه السنوات فى القفزة التعليمية التى قام بها وزير التعليم، وتطبيقها فى المديريات.

 

7 - تطبيق نظام " التوجيه الوقائى والبنائى والتصحيحى " الذى يطبق فى بريطانيا منذ سنوات، وهو ثلاث أنواع كما أسلفنا :-

- التوجيه الوقائى : عقد ندوات ومؤتمرات مع المعلمين قبل بداية الدراسة من كل عام لوضع استراتيجية جديدة، وتحاشى أى نقاط ضعف وسلبيات من الممكن أن يقع فيها المعلم مستقبلاً، عملاً بمبدأ الوقاية خير من العلاج.

- التوجيه التصحيحى : وهذا يتم أثناء الدراسة، بعقد مؤتمرات لتصحيح ماوقع فيه المعلم من أخطاء وسلبيات، وتصحيحها، ووضعها فى مسارها الصحيح، بعد تقييمها.

- التوجيه البنائى أو التحفيزى: وهو تطبيق مبدأ الثواب للمعلم المجتهد الذى أثمر مجهوده مع الطلاب وكان شجرة ظليلة مثمرة، من خلال تشجيع وكيل الوزارة، بمنح شهادات تقدير للمعلمين النابهين، حتى يغرس روح المنافسة الشريفة بين جميع المعلمين ، وكل هذا يصب فى صالح العملية التعليمية فى قنا.

 

كاتب المقال: موجه عام اللغة الإنجليزية بمحافظة قنا وعضو اتحاد كُتّاب مصر