الجمعة 23 مايو 2025 07:18 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
بوابة صوت الصعيد
رئيس مجلس الإدارة محمد رفيع رئيس التحرير محمد عبد اللاه
×

شهداء مجهولون..  شهيد الخطارة .. مجاهد عبد المعطى

الجمعة 19 أكتوبر 2018 03:55 مـ 8 صفر 1440 هـ
الشهيد  مجاهد عبد المعطى
الشهيد مجاهد عبد المعطى

  من حق أهل قرية الخطارة أن يعتزوا بالشهيد مجاهد عبد المعطى، كما اعتزوا به فى حياته فهو اسم على مسمى مجاهداً ـ صادق العزم ـ  جرئ القلب ـ قوى الإيمان.

ولد الشهيد عريف / مجاهد عبد المعطى محمود أبوبكر فى سنة (1949م) بقرية الخطارة (التابعة لمركز نقادة).
حصل على دبلوم المعلمين ، وتم تعيينه مدرساً للتربية الفنية سنة (1972م)  كان مطيعاً لولديه ، محبوباً من العائلة ومن أهل قريته.
 فى سنة (1973م) تم تجنيدة بسلاح المركبات بفايد بمدينة الإسماعيلية ، وفى معركة السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان ، معركة الكرامة كان واحداً من الذين ضحوا بأنفسهم من أجل مصر ، كان واحداً من الذين هللوا وكبروا فوق تراب الإسماعيلية بنداء  " الله أكبر.. الله أكبر " ، كان واحداً من الذين أكرمهم المولى بخير تكريم وهى الشهادة وهى دليل على صواب الطريق وصحة المسيرة ، وهو اصطفاء واختيار من الله تعالى للمخلصين من عباده فهم مكرمون بالدنيا والآخرة ، ففى الثانى والعشرين من أكتوبر سنة (1973م) ، فى ذلك اليوم الذى لم تحترم فيه إسرائيل قرار وقف إطلاق النار ، بل أخذت تزيد من عملياتها العسكرية غرب القناة ، ولكن قوات الدفاع الجوى المصرى تصدت لطائرات العدو ودمرت منها اثنتى عشرة طائرة (1)
 فى ذلك اليوم كُتبت للبطل مجاهد عبد المعطى الشهادة ليكون مع الصديقين والصالحين ، وبعد الحرب انقطعت أخباره عن أهله ، وأصبحت العائلة لا تعرف مصير ابنها . 
 كانت والدة الشهيد لها أخ هو على محمد إسماعيل وكان مدرساً وتم تجنيده فى سنة 1973 وحارب فى هذه المعركة فسألت أخيها عن ابنها فكان رد أخيها أن مجاهد لم يأت اسمه فى كشوف المرتبات وقال لها لا أعرف إن كان قد استشهد أم هو على قيد الحياة . 
  بعد فترة تم إبلاغ العائلة باستشهاده عن طريق مركز قوص ، وكان والد الشهيد تاجراً وكان عائداً ببضاعته من قوص وبينما هو بالمعدية رأى جمعاً غفيراً من الناس فى انتظاره ثم عرف بعد ذلك بنبأ استشهاد ابنه .
  كانت هذه هى الصدمة الثانية للوالد حيث كان له ابناً هو الشهيد محمد ، وكان حاصلاً على بكالوريوس هندسة من  جامعة أسيوط ، وتم تعيينه فى الشركة الهندسية للإنشاء والتعمير بالقاهرة ، ثم التحق بالجيش ضابطـــاً إحتياطياً ، وفى سبتمبر سنة (1971م) توفى بعد اصابته بالفشل الكلوى بمستشفى المعادى بالقاهرة ، وأرسلت جثته إلى قرية الخطارة وخرج الآلاف من أبناء القرية يودعون فقيدهم ، 

  أما الصدمة الثالثة التى تعرض لها والد الشهيد فهى وفاة ابنه الأستاذ/ أحمد الذى كان مدرساً بإدارة قنا التعليمية وذلك سنة (1992م). 
 وفى الثانى عشر من شهر يناير سنة (1999م) توفى والد الشهيد.
 يحكى الأستاذ / محمود عبد المعطى عن أخيه الشهيد والدموع تنهمر من عينيه فيقول : 
" كان الشهيد مجاهد طيب القلب ، محبوباً 
من الجميع ، أخلاقه عالية ، وكانت صدمة 
كبيرة لنا بعد وفاة أخى الضابط ، لكن عزاؤنا 
أنهما مع الشهداء والصديقين ، والشهداء 
مؤمنون اصطفاهم الله تعالى لأنهم صدقوا 
ما عاهدوا الله عليه ففازوا " .