الجمعة 23 مايو 2025 10:09 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
بوابة صوت الصعيد
رئيس مجلس الإدارة محمد رفيع رئيس التحرير محمد عبد اللاه
×

أبطال في الظل.. عبدالله الخطيب.. إبن أبو تشت يروي مشاركته في ملحمة أكتوبر

الأحد 6 أكتوبر 2019 09:04 مـ 6 صفر 1441 هـ
عبد الله الخطيب
عبد الله الخطيب

عبدالله الخطيب ،جندى مصرى من أبطال حرب اكتوبر ،الذين ساهموا فى كتابة ملحمة أكتوبر الخالدة  فى التاريخ  ، فهناك الكثيرمن الذكريات، تنبض فى قلوب الآلاف من الجنود الذين خاضوا آخر حروب مصر،

البطل عبد الله محمود محمد الخطيب، من قرية السليمات مركز أبوتشت، شمال محافظة قنا، أحد الذين شاركوا في نصر أكتوبر الذي أعاد للمصريين كرامتهم

 يبدأ عبد الله الخطيب ذكرياته ، ويقول  إننى أفخر بأن أكون واحدا من مئات الآلأف الذين ساهموا فى كتابة جزء من تاريخ مصر فى 6 اكتوبر 1973 ، بدايتى فى القوات المسلحة 1962 ، كانت في حرب اليمن ،التي بدأت في بداية الستينات واستمرت حتي عام 67 ، حيث شاركت فى حرب اليمن ، ومن بعدها نكسة 1967، التي تظل الحدث الأسوأ في تاريخ مصر،  ثم شاركت في  حرب اكتوبر 1973

يضيف الخطيب، عندما صدرت التعليمات  لكافة الوحدات والتشكيلات ،بالاستعداد للحرب والعبور وكان عليهم إيجاد الحلول لكل المعوقات، وكانت أكبر مشكلة أمامهم هي التغلب علي الساتر الترابي،  وفتح ثغرات فيه، حتي  جاء الحل فى ذالك الوقت من احد الضباط المهندسين ، وهو المقدم/ باقي زكي يوسف، رئيس فرع المركبات في الفرقة ،  الذي فتح الثغرة في الساتر الترابي بأسلوب ضغط المياه عن طريق طلمبات مياه ماصة كابسة صغيرة تحملها الزوارق الخفيفة، وتمتص الماء من القناة وتكبسها، ويصوب مدفع مياه بعزم كبير على الساتر ، وميل الساتر سمح بانهيار الرمال في قاع القناة

ومع استمرار تدفق المياه فتحت ثغرات في الساتر بالعمق وبالعرض المطلوب ، وقبل ذالك قمنا بعمل 300 تجربة تقريبا على الفكرة، أول تجربة كانت في حلوان على طلمبة للسد العالي، وكانت كبيرة، ثم بعدها عملوا تجارب بطلمبات ميكانيكية ثم طلمبات التوربينيه قليلة الحجم وتأثيرها واندفاعها كبير

ويتذكر عبد الله الخطيب، يوم العبور، قائلا: يوم السبت6 أكتوبر كانت ساعة الصفر للخطة الهجومية ( بدر) ، والتي استهلت بتوجيه ضربة جوية وقصف مدفعي للقوات المصرية ، ومن ثم عبور المشاة ، ولقد وصلت الموجة الأولى (4000) من المشاة على متن 720 قارب مطاطي الى الشاطئ الشرقي للقناة ضمت 1430 جنديا ، وهم يهتفون الله اكبر مع كل ضربة مجداف ، واحتلت بعض أجزاء الساتر الترابي الذي يقع بين حصون خط بارليف .

كان كل قارب يحمل معه سلالم حبال وعلامة إرشاد كبيرة تحمل رقم القارب، و. قام أفراد هذه المجموعة بفرد سلالم الحبال وتثبيتها على الساتر الترابي (1440سلما) ، وكانت القوارب التي تنقل موجة من المشاة إلى الشاطئ الشرقي تعود مرة أخرى إلى الشاطئ الغربي لكي تنقل الموجات الأخرى ، , بمعدل 15 دقيقة بين كل موجة وأخرى ، وكان في كل قارب رجلان من وحدات المهندسين .

ويضيف الخطيب ، أن الموجة الثانية عشرة من المشاة ، أتمت عبورها، وأصبح للقوات المصرية 45 كتيبة مشاة قوامها 2000 ضابط و30.000 رجل ،  وبعدها مباشرة قام سلاح المهندسين ببناء التالي: - 10 كبارى ثقيلة لنقل الدبابات والمدافع والمعدات الثقيلة،  و 5 كبارى خفيفة حتى تجتذب نيران العدو ، وبالتالى تخفف من هجوم العدو على الكبارى الرئيسية،  وتكون مشابهة للكبارى الثقيلة ولكن حمولتها 4 طن فقط. ، و 10 كبارى اقتحام لعبور المشاة. - ، وتجهيز وتشغيل 35 معدية نقل عبر القناة. ، مشيرا إلي أن كل هذا يتم تحت القصف باستخدام كل الأسلحة من قوات العدو.

وقال الخطيب: "إنني لا أنسي أبدا أحد اقرب اصدقائى أثناء الحرب، وأثناء القصف الكثيف انفجرت فيه أحد الألغام الموجودة فى أحد الحصون الإسرائيلية ، وانفجر جسده الطاهر أمام عينى".

وأكد الخطيب أن هذه البطولات هي التي جعلت إسرائيل تتأكد أنه لا يمكن أن تبقي في سيناء أبدا فالموت يحاصرهم من كل اتجاه مهما كانت قوتهم العسكرية ،فقوة الإرادة والعقيدة للمصريين التي تعلوها "النصر أو الشهادة " لن تتركهم يهنأوا بسيناء لحظة.

ويواصل الخطيب ذكرياته قائلا: "جاءت الأوامر بوقف إطلاق النار بعد خوف إسرائيل على بقاء جيشها على قيد الحياة وبدأت المفاوضات التي لا تقل صعوبتها عن الحرب العسكرية ،وحاولت إسرائيل الاحتفاظ بأي مكسب على الأرض ، ولكن المفاوض المصري، حارب مثل الجندي حتى تم استلام الأرض بالكامل

 ويطالب الخطيب ، بأن نقف في هذا اليوم ،جميعا إجلالا واحتراما لروح الأبطال، الذين ضحوا وما زالوا يضحون حتى الآن لتطهير أرض سيناء الحبيبة من الإرهابيين