الجمعة 12 سبتمبر 2025 09:35 مـ 19 ربيع أول 1447 هـ
بوابة صوت الصعيد
رئيس مجلس الإدارة محمد رفيع رئيس التحرير محمد عبد اللاه
×

دلجا تهتز.. زوجة أب أمام الجنايات بعد جريمة ”الخبز القاتل” ضد 5 أطفال أبرياء ووالدهم

الجمعة 12 سبتمبر 2025 09:03 مـ 19 ربيع أول 1447 هـ
دلجا تهتز.. زوجة أب أمام الجنايات بعد جريمة ”الخبز القاتل” ضد 5 أطفال أبرياء ووالدهم

كتب - مهاب المناهري

لم تكن قرية دلجا بمركز دير مواس تعلم أن مأساة أبنائها الخمسة ووالدهم، الذين سقطوا واحدًا تلو الآخر في أيام قليلة، ستنتهي بكشف جريمة تُعتبر من أبشع الجرائم الأسرية التي شهدتها محافظة المنيا في السنوات الأخيرة.

أصدر المستشار محمد أبو كريشة، المحامي العام لنيابات جنوب المنيا، قرارًا بتشكيل فريق من أعضاء النيابة العامة لإجراء التحقيقات، وضم فريق التحقيق كلًا من المستشارين أحمد قورة، وسعيد عبد الجواد، ومحمود بكري، رؤساء نيابة جنوب المنيا الكلية، إلى جانب أحمد جمال مدير نيابة دير مواس، وعبدالرحمن عرفان وكيل النيابة.

أدلت هاجر أحمد عبد الكريم (26 عامًا)، زوجة والد الأطفال، باعترافات مطوّلة وصادمة، كشفت فيها عن دوافعها وكيفية تنفيذ جريمتها.

قالت هاجر في اعترافاتها أمام النيابة العامة:

"من يوم ما اتجوزت وأنا في خلاف دائم مع مرات جوزي الأولى، أم هاشم. كنت حاسة إنه واقف معاها ضدي، وهي بتفضل تتكلم عليا وتغيظه بيا. مع الوقت، الغيرة والحقد سيطروا عليا، لدرجة إني بقيت عايزة أوجعها في عيالها."

وأضافت المتهمة: "الفكرة جاتلي وأنا بخبز العيش الشمسي. شفت زجاجة قديمة كان فيها مبيد حشري، غسلتها وملتها مية ورجيتها. قلت في نفسي لو حطيت منها نقطة في العيش، العيال هيتعبوا، ويحصل مشاكل بينها وبين جوزي. ماكنتش أتخيل إنهم هيموتوا."

تتذكر هاجر تفاصيل اليوم الأول قائلة:

"يوم 6 يوليو خبزت العيش، وفتحت رغيف صغير بالسكينة، وحطيت فيه نقطتين من المية اللي كنت مجهزاها. إدّيت الرغيف لمحمد – أكبر العيال – وهو رايح لأمه. بعدها بساعات سمعت إنه تعبان جدًا. وبعدها مات. اتخضيت، بس قلت يمكن مش من العيش."

رغم صدمة وفاة محمد، لم تتوقف هاجر عن فعلتها:

"بعدها بأيام، يوم 10 يوليو، خبزت 9 أرغفة. حطيت السم في 4 منهم. الطفلة رحمة أخدتهم وطلعت بيهم على بيت أمها. وأنا من جوه كنت بقول لنفسي: المرة دي لازم يحصل اللي أنا عايزاه."

وما هي إلا ساعات حتى سقط الطفل عمر (7 سنوات)، ثم شقيقه أحمد (5 سنوات)، وأخيرًا الطفلة رحمة (15 عامًا) نفسها.

هاجر قالت والدموع تنهمر من عينيها:

"كل مرة واحد فيهم يموت، كنت بحس إن الدنيا بتسود في وشي. ماقدرتش أنام ولا أتكلم. كنت عارفة إنهم ضحايا إيدي، لكن خفت من جوزي ومن الناس. ضميري قتلني قبل القانون."

وحاولت هاجر في البداية التهرب من مسؤوليتها، فقالت:

"أنا ماكنتش أعرف إن المية اللي في الزجاجة قاتلة. كنت فاكرة إنها هتسبب مغص بس."

لكن النيابة واجهتها بتقارير الطب الشرعي التي أثبتت أن الأعراض التي أصابت الأطفال سببها مادة سامة قاتلة. عندها انهارت واعترفت:

"أنا اللي دست السم في العيش.. كنت غيورة وحاقدة وعميا. قتلتهم من غير ما أحس. دلوقتي عارفة إني مجرمة وقاتلة."

تحولت اعترافات هاجر إلى حديث عام بين أهالي دلجا. الجميع كان يعيش صدمة مزدوجة: مأساة فقدان خمسة أطفال أبرياء ووالدهم، والحقيقة المروعة بأن الجريمة خرجت من أقرب الناس إليهم. وأمام النيابة، وقّعت هاجر على اعترافاتها، لتصبح في انتظار محاكمتها بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار والشروع في القتل.

من جانبه، أصدر المستشار علاء الدين محمد عباس، رئيس محكمة جنايات المنيا الدائرة الأولى، قرارًا بتحديد جلسة 15 سبتمبر الجاري لبدء محاكمة عاجلة للمتهمة. ومن المقرر أن تنعقد الجلسة بعضوية المستشارين حسين نجيـدة، وأحمد محمد نصر، وعمرو طاحون، وأمانة سر أحمد سمير.