• الرئيسية
• تحقيقات

الحشرة قضت على أخشاب النوافذ والأبواب وحجرات النوم والمعيشة
 تهديد أكثر من 22 ألف مواطن بعد سقوط جدران المنازل والأسقف
الأهالي يطالبون بحصر المنازل بالمنطقة وتوفير الإمكانات للقضاء على الحشرة
 

عادت أسراب النمل الأبيض المعروفة بـ«القرضة»، لتهاجم منازل حاجر الأقالته التابعة لمركز القرنة غرب الأقصر، وقضت على عشرات المنازل، وجردتها من النوافذ والأبواب، والأثاث، مما يهدد أكثر من 22 ألف مواطن، يقيمون بالمنطقة، بالتشرد بعد سقوط جدران المنازل والأسقف، وتآكل الأخشاب، مطالبين بحصر المنازل بالمنطقة وتوفير الإمكانات للقضاء على الحشرة.

وقال محمود عدلى، موظف، إن الأهالى يعانون من مشكلة «القرضة» والتى تعد من أخطر الحشرات التى تقضى على المنازل المبنية بالطوب اللبن وتدمرها، وتقضى على الأثاث، مؤكدا أن «القرضة» هاجمت أكثر من 120 منزلا من قبل، كما هاجمت خلال الـ3 أيام الأخيرة، 10 منازل مبنية بالطوب الأحمر وقضت على أخشاب النوافذ والأبواب وحجرات النوم والمعيشة، لافتاً إلى أن القرضة تسببت فى تهجير عدد كبير من الأهالى من منازلهم، فيما جلس عدد آخر بمنزله بدون نوافذ أو أبواب.

وأوضح أن النمل الأبيض متواجد فى المناطق والنجوع القريبة من الصحراء، ويتواجد فى عدة مناطق بالمحافظة أشهرها حاجر الأقالته، وبعض نجوع العديسات بمركز الطود، وهو يتغذى على مادة السيليلوز الموجودة فى الأخشاب والأقمشة، مطالبًا بسرعة تحرك الجهات المسؤولة وتوفير المواد اللازمة لمقاومته بأسعار مخفضة.

وأضاف أنهم منذ سنوات تقدموا بطلب لتحويل تل بلال، والتى يوجد بها أرض فضاء من ملكية الآثار، إلى أملاك الدولة واستغلالها فى إنشاء مدارس  ووحدة صحية، وقامت المحافظة قبل سنوات، بسداد قيمة عمل المجسات اللازمة للرفع المساحى، وبعد عمل هذه الجسات بدأت تظهر جيوش النمل الأبيض، والتى جاءت وزحفت على المنازل ودمرتها، مطالبًا بعودة فرق المكافحة من جديد وانتشارها للقضاء على هذه الحشرة التى تهدد المنازل ولا يقدرون على مقاومتها.

وقال حماده حسنين، عامل، إن «القرضة» دمرت منزل ابنه الذى تزوج منذ 6 أشهر، وأتت على جميع الأخشاب، وبات منزله بدون نوافذ أو أبواب، بجانب أنها قضت تمامًا على الجريد الموجود فى سقف المنزل، كما أنها تأكل الملابس ولا يستطيعون تعليق الملابس على الجدران والتى تهاجمها بضراوة، مؤكدا تعاظم المشكلة وخطورتها، ويناشد مسؤولى الزراعة إحضار فريق متكامل للمنطقة يبدأ فى حصر المنازل، وتوفير اللازم من أدوات لمكافحة الحشرة، وإجراء عمليات المكافحة على أرض الواقع بمتابعة من المحافظة، موضحاً أن جميع الإمكانيات اللازمة للمكافحة لا يقوى الأهالى على تحملها لارتفاع تكاليفها مقارنة بمستوى دخولهم الاقتصادية، وطالب الدولة بتوفير الإمكانيات اللازمة لمقاومة الأسراب.

وقال عبده محمدين، إنهم كانوا يجلسون فى المنزل الأسبوع الماضى، وفجأة وقع السقف من كثرة تآكل النمل الأبيض له، وقمنا بالجرى خارج المنزل خوفا من سقوطه بالكامل علينا، موضحاً أن حالة الأهالى لا تسمح ببناء منازل جديدة أو الانتقال لأماكن أخرى نظرا للحالة الاقتصادية المتدنية للجميع، والذين يعملون أجرية باليومية، ولا يقدرون على تحمل قيمة إيجارات منازل.

وأشار إلى أنه وأسرته أصبحوا فى الشارع لعدم قدرتهم على استئجار مكان جديد يهربون فيه من هجوم النمل الأبيض.

من جانبه، أعلن المهندس خالد عبدالراضى، وكيل وزارة الزراعة، أن المديرية بدأت تنفيذ حملة كبرى لمقاومة النمل الأبيض فى قرية حاجر الأقالته، والتى تعانى من غزو النمل الأبيض لها خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذى أدى لعشرات الشكاوى من أهالى القرية بالتضرر من الهجوم الشرس لمنازلهم، واحتمالية سقوطها.

وأضاف أن مديرية الزراعة تقوم بمواجهة النمل الأبيض من خلال محورين حيث يتم توفير كميات من المبيد من وزارة الزراعة، للمديرية، يتم توزيعها على المراكز والمدن حسب احتياجات كل مركز وبحسب الكميات المتوفرة وعمل حصر للمنازل لغير القادرين بالتعاون مع الشؤون الاجتماعية، وتوفير المبيد لغير القادرين إلى جانب التنسيق مع صندوق الخدمات بالمحافظة، لتوفير الكميات اللازمة من المبيد، أما بالنسبة للزراعات فلا يوجد شكاوى من المزارعين من انتشار النمل الأبيض.

وقال إن الحملة شاركت فى القضاء على النمل الأبيض من خلال فرق المكافحة المكلفة بالعمل وتوفير كافة المستلزمات اللازمة للقضاء عليها، ومكافحته فى أكثر من 287 منزلا، مؤكدا استمرار الحملة فى جميع المناطق المتضررة.

وأكدت إدارة المكافحة بمديرية الزراعة أن المديرية ستتصدى للنمل الأبيض فى جميع المنازل المصابة بجميع مراكز المحافظة التى تغزوها الحشرة من خلال حملات مكثفة ودورية، حيث إن علاج المنازل التى يغزوها النمل الأبيض، يتم باستخدام مبيدات خاصة، بالإضافة إلى أن المديرية فحصت العديد من الشكاوى للمواطنين التى تعرضت منازلهم للانهيار بفعل النمل الأبيض وطبيعته.