الجمعة 23 مايو 2025 06:46 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
بوابة صوت الصعيد
رئيس مجلس الإدارة محمد رفيع رئيس التحرير محمد عبد اللاه
×

القصير عبق التاريخ  . . تجربة سياحية فريدة بفضل التاريخ الفرعوني والعمارة العثمانية وجمال الطبيعة

الأربعاء 7 مارس 2018 03:36 مـ 19 جمادى آخر 1439 هـ
الملك فؤاد أثناء زيارته للقصير
الملك فؤاد أثناء زيارته للقصير

يعود تاريخ مدينة الأقصر إلي القرن الخامس عشر قبل الميلاد في عهد الملكة الفرعونية حتشبسوت التي استغلت هذه المدينة الساحلية التي كانت آنذاك تسمي " ثاجلو " كقاعدة لانطلاق رحلاتها البحرية الشهيرة إلي بلاد " بونت" الغنية . وكانت لهذه البلاد التي يعتقد أنها كانت تقع مكان إثيوبيا أو الصومال الآن أهمية روحانية عظيمة وكانت شريكاً تجارياً مهماً مع مصر القديمة

وفي القرون التالية، تغير اسم المدينة إلي " ليوكوس ليمن"أي " الميناء الأبيض" وكانت ميناء تجارياً مهماً في عصر الإمبراطورية الرومانية . وبعد دخول الفتح الإسلامي ، أصبح لها دور محوري علي طريق الحجاج إلي مكة، وكان العرب هم من أطلقوا علي القصير اسمها الحالي

يقول السكان المحليون إن اسم " القصير " مشتق من الصفة " قصير " في إشارة إلي قصر المسافة بينها وبين مدينة " قفط " في وادي النيل

وهو في الواقع أقصر طريق يربط بين ساحل البحر الأحمر والوادي. ولعل سهولة الوصول إلي القصير كان بمثابة نعمة ونقمة علي المدينة في آن واحد. وعندما وصلت الإمبراطورية العثمانية إلي ذروة مجدها في القرنين السادس عشر والسابع عشر ميلادياً واحتلت مصر، أمر السلطان العثماني سليم الأول ( الذي يعرف أيضاً باسم سليم العابس ) بتشييد حصن القصير لحماية الميناء التجاري وضمان سلامة آلاف المسلمين الذين يمرون في هذه المنطقة في طريقهم إلي الحج. وبعد عدة قرون، أدرك الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت الأهمية الإستراتيجية للمدينة وأرسل سفنه الحربية للاستيلاء عليها من البحر، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، حيث هبت ريح عاتية دفعت السفن الأربعة علي مقربة من الشاطئ وجعلتها في مرمي مدافع الحصن، وفي لحظات معدودة، تحطم الأسطول وكانت فتره إقامة الفرنسيين في القصير محدودة ومحفوفة بالاضطرابات ففي شهر أغسطس من نفس العام قصف الأسطول البريطاني حصن القصير بقوه وأعيد بناء الحصن لاحقا في عهد محمد على باشا الذي استخدمه كقاعدة لحملاته العسكرية ضد الوهابيين في ارض الحجاز خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر

و بانتهاء حملات محمد على الحربية على الحجاز انطوت صفحه التاريخ العسكري لمدينه القصير إلى الأبد وعاد الميناء المطل على البحر الأحمر إلى دوره القديم كهمزه وصل بين الشرق والغرب . ولكن هذا العصر الذهبي لم يستمر طويلا لأنه عندما افتتح خط السكك الحديدية الذي يربط بين السويس والقاهرة عام 1850 بدأ التجار والحجاج يستخدمون ميناء السويس نظرا لسهوله السفر إليه . وفى عام 1864 اجتاحت القصير مجاعة شديدة أتت على عدد كبير من سكانها الذين انخفض عددهم من 8 ألاف إلى 800 نسمه فقط وجاءت الضربة الأخيرة عندما افتتحت قناة السويس عام 1869 وتضاءلت أهميه القصير كمدينه تجاريه.

وعاد الحظ ليبتسم للقصير من جديد عندما بدأت شركة البحر الأحمر الإيطالية للفوسفات تستثمر في المدينة والمنطقة المحيطة بها. ولم يأت الإيطاليون بالمال فحسب، بل جاءوا بلمسة من أسلوب عصر النهضة. فعندما تتجول بين الأحياء القديمة بالمدينة، ستروق لك أشكال العمارة الهندسية الرائعة وكنيسة السيدة العذراء مريم للأقباط الأرثوذكس التي أقامتها الشركة الإيطالية لعمالها وكانت في الأصل تسمي كنيسة القديسة باربرا " حامية المناجم

من جانبه طالب الدكتور محمد جاد أحد أهالى مدينة القصير والمهتم بالتاريخ التعدينى للمدينة، الرئيس السيسي ببحث إنشاء جامعة جيولوجية متكاملة بالمثلث الذهبى، مؤكدا أن تلك المنطقة تحتوى على متحف كامل من المعادن التعدينية غير الموجودة بالعالم. وأضاف جاد لـ"انفراد" أن تلك الجامعة سوف تدر دخلا ممتازا لمصر، بحيث يتم توقيع بروتوكولات من جامعات عالمية مثل أكسفورد وغيرها للمشاركة بالخبرات فى إنشاء الجامعة، وعمل أبحاث عالمية على المعادن بالمنطقة، مؤكدا أنه سوف تجلب تلك الجامعة المهتمين بعالم التعدين والجولوجيا من كل أنحاء العالم. وأوضح جاد أن تلك الجامعة سوف تكون من المشورعات دائمة الدخل لمصر، مؤكدا أنها سوف تفتح بجوارها مشروعات عملاقة، من مطاعم وفنادق وغيرها لخدمة الطلاب القادمين من أنحاء العالم. إحياء شركة الفوسفات القديمة مرة أخرى طالب وصفى تمير أحد أبناء مدينة القصير المسئولين عن التعدين فى مصر، بإحياء شركة الفوسفات القديمة بالقصير، وإعادة العمل بها مرة أخرى، أى وضعها على الخريطة الأثرية لمصر، حيث إن فى هذا العام مضى 100 عام على إنشاء شركة فوسفات القصير على أيدى الإيطاليين.
وأضاف تمير أنه أصبحت شركة الفوسفات القصير الآن "خراب" وكذلك أبنيتها التاريخية التى شيدها الإيطاليون على طراز مختلف وزارها من قبل الملك فاروق والرئيس جمال عبد الناصر، مؤكدا أن الإيطاليين تركوا آثارهم فى كل شىء بالقصير.