صوت الصعيد

الخميس، 2 مايو 2024 02:16 ص
صوت الصعيد
جرأة .. موضوعية.. التزام
  • موتورولا
  • صنع في مصر
رئيس مجلس الإدارةمحمد رفيعرئيس التحريرمحمد عبد اللاه

أهم الأخبار

    مقالات

    دروس من سورة ” يوسف”

    صوت الصعيد

    بقلم الدكتور: محمود العبد حسن 

    نزلت سورة يوسف،  والنبي (صلى الله عليه وسلم) في أمس الحاجة إلى لمسة من يد السماء الحانية ، لقسوة الأرض وأهلها عليه ، ولضعف جسده ، ولضيق روحه ، وتخلي الجميع عنه ، فقومه طارديه ، وفقد أهله وناصريه ، وفي الطائف آذوه ، وبالسخرية ورمي الحجارة قابلوه .

    جاءت سورة يوسف تسرية له ، ودفعا لروحه ، ودعما لعزيمته ، فها هو يوسف يلاقي من حقد الأخوة ما يدفعهم للتخلص منه في قعر بئر ، بدون ذنب أو جريرة أقترفها في حقهم ، سعيا لمحبة ناقصة من وحي خيالهم المريض ونفوسهم الخربة ، فزينت لهم الباطل وسولت لهم السوء ، فجلس الطفل وحيدا في ظلمة البئر ، ساعات وأيام منتظرا عودة أخوته ، لكن هيهات هيهات .

    كان البئر وظلامه فتحا ليوسف ، تعلم فيها الإستغناء عن البشر ، والارتكان إلى ربهم ، عرف أن موطن قوته بين جوانحه ، تعلم الصبر على المحن ، تعلم أن يقدم المعروف للجميع دون إنتظار لرده ، لم تدنسه أحقاد أخوته ، ولا ضغائن قلوبهم ، ولا قلة وضعف ناصريه ، فأمس أقوى منهم جميعا ، فغير لهم واقعهم السيئ ، ورسم لهم مستقبل باسم مشرق .

    تزرع سورة يوسف الأمل لكل مهموم ، خائف ، مضطهد ، مظلوم ، مطارد ، ان النصر حليفه يوما ما ، والفرح نهاية تتويج كل طريق صعب .
    كن كيوسف ، فبرغم نصره مر بأنامله الطيبة فوق رؤوس قاتليه ، كافأهم بالإساءة إحسانا ، بالهجر وصلا ، وبالطرد قربا ، وبالكره حبا .

    يقول أحمد خيري العمري في كتابه " القرآن نسخة شخصية " : ثمة شيئ شخصي جدا في سورة يوسف ، من منا لم يتعرض لغدر في حياته ؟! ، من منا لم يتعرض لظلم ؟! ، لفتنة وغواية ؟! .

    صحيح إن الطريق من بئر الغدر لا ينتهي دوما إلى العرش كما حدث مع يوسف ، لكن المهم ألا نبقى أسرى للشعور بالظلم والتباكي على التجربة ، أول خطوة للخروج من البئر هو أن نخرج من دور الضحية المضرورة ، أن نحول نقاط ضعفنا إلى قوة ، ألا نيأس مهما تكالبت علينا الدنيا ، ألا نحزن عند الهزيمة ، ولا نفرح عند النصر ، ان نعلم أن بداخل كل منا بئر ، وفي كل بئر يوسف لمن يرغب ويسعى .

    يقول ابن عطاء :" لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها ".

    وسورة يوسف ليس لراحة أهل الدنيا فقط ، بل هي في الجنة أيضا ، فيقول خالد بن معدان :" سورة يوسف ومريم مما يتفكه بهما أهل الجنة في الجنة .

    سورة يوسف-القرآن الكريم-الجنة

    مقالات

    الأعلى قراءة

    آخر موضوعات