صانع السعادة
صوت الصعيدبقلم : د.محمود العبد حسن
السعادة حلم ومبتغى لكل البشر بدون استثناء، تروادهم يقظة ومناما ؛ وإليها تهفو الأنفس وتتعب الأجساد للوصول اليها وتطرب عند نيلها
فهى امرأة فائقة الحسن ومتعددة المزايا فهى مطمع وأمنية لكل من رأها وسمع عنها،تكلم الفلاسفة وعلماء النفس وأهل الاخلاق عن كنتها ومواطن تواجدها والسبيل لنيلها والفوز بها
يقول المنفلوطى عنها:إن من أراد السعادة فلا يسأل عنها المال والنشب ولا يفتش عنها بين الفضة والذهب، بل يسأل عنها نفسه ،فنفس الإنسان وما فطرت عليه من خير أو شر،من رضا أو بطر هى سبب سعادته أو شقائه.
إن السعادة ينبوع يتفجر فى القلب،وإن النفس الكريمة الراضية البريئة من أدران الرذائل وأقذارها،ومطامع الحياة وشهواتها سعيدة ،حيثما حلت ،وأنى وجدت ، فى القصر،فى الكوخ،فى المدينة، وفى القري،فى الأنس وفى الوحشة،
لعلها السعادة التى وجدها الإمام إبن تيميه حين قال: (حبسي خلوة، وقتلي شهادة، ونفيي سياحة).
يقول الرافعى:إن السعادة هى طفولة القلب. أشقى الناس جميعا المبغضون،الذين يضمرون الشر للعالم،فيجزيهم العالم شر بشر،وأسعدهم جميعا المحبون الذين يحبون الناس ويسعدون لإسعادهم وإدخال الفرحة عليهم، محظوظ من أوقع القدر فى طريقه ، أو فى دائرة حياته واحد أو اكثر من صناع السعادة؛أصحاب القلب الطفل؛أصحاب الأنفس الطاهرة البريئة،مهمتهم فى الحياة نشر السعادة وغرس بذور الفرح فى قلوب البشر،ورسم الابتسامة على شفاه كل من أسعده الحظ والتقاه أو تعامل معهم ،لا تعرف البغضاء او الكراهية او العدواة طريقا الى قلوبهم.
أسعدنى القدر وأنعم الله علىّ بالقرب من أحد رسل السعادة ،وله من إسمه وافر النصيب،فهو كالسمان فى منافعه وصفاته الجميلة،كامل العطاء والانفاق بدون مَن أو فخرأو خشية اقلال، محمود المناقب والسيرة والسمعة من الجميع. محبوب من الجميع ،سخى فى أفعاله كريم فى مشاعره ، فياض فى عطفه جميل فى حديثه ، سهل التعامل لين الجانب مأمون العواقب، يعشقه الأطفال قبل الكبار، يتودد دوما إلى العجائز والضعفاء وأصحاب الحاجات.
إلى ابن عمتنا محمود كامل السمان، أدعو له ، شفاك الله وأنعم عليك بموفور الصحة والعافية وأمد فى عمرك وأسعدك فى الدارين بقدر ما سعيت وأسعدت من حولك يا صانع السعادة