صوت الصعيد

الجمعة، 26 أبريل 2024 05:40 م
صوت الصعيد
جرأة .. موضوعية.. التزام
  • موتورولا
  • صنع في مصر
رئيس مجلس الإدارةمحمد رفيعرئيس التحريرمحمد عبد اللاه

أهم الأخبار

    مقالات

    ” أدبني إبني ”  

    صوت الصعيد

       بقلم د. محمود العبد حسن 
    هل تعاني في تربية أبنائك ؟ هل تشتكي من اختلاف طبائعهم ؟ هل تفتقد إلى السمع والطاعة منهم ؟ هل تشتكي من كثرة طلباتهم ومطالبهم ؟ لا تحزن عزيزي ، فكلنا هذا الرجل . 

    إن مجتمع الحداثة وتلاقي المحلي والعالمي في آن واحد خلق مجتمعا جديدا ، وأفرز رغبات واهتمامات ومبادئ جديدة لدى الناشئة ، ولعل من أهمها مبدأ التشكيك في كل القيم والمرجعيات أيا كان مصدرها ، ديني ، ثقافي ، علمي ، عقلي ، وصاحب ذلك مبدأ الرفض لكل شئ ، ومنحتهم الحرية والتعددية غير المتناهية ، لذا نرى كل الأذواق ، الوضيع والرفيع ، الراقي والمبتذل ، يلتقون جميعا في بوتقة واحدة .

    وكما لكل عصر سمات وخصائص، فقد تميز عصر الحداثة بظهور النزعة الاستهلاكية ، فأصبح شعار الناشئة " انا أستهلك ... اذن أنا موجود " ، وتلى تلك النزعة الإستهلاكية النزعة الفردانية كأثر من آثارها ومنتج طبيعي لها ،

    وظهرت صفات الأنا والذاتية على حساب روح الجماعه (الأسرة – الدولة) ، وظهرت العدمية حيث الإنتماء إلى اللا شئ ، وأصبحت اللحظة الراهنة أهم اللحظات ، وعدم وجود غائية في الحياة ، مما يبرر رواج تلك السلوكيات الشاذة للناشئة كالإنتحار ، الإلحاد ، إدمان المخدرات وشيوع الأمراض النفسية كالقلق والتوتر والإنهيار العصبي .

    إن تربية النشئ في مجتمع الحداثة أصبحت عملية صعبة للغاية ومنهكة جدا للوالدين ، فبينما كان طفل الأمس ،حرا طليقا يجالس الكبار يستمع إليهم ويتعلم منهم ، طفل اليوم يقضي جل وقته أمام شاشات الهواتف الذكية والتليفزيون ،

    طفل الأمس كائن اجتماعي ينزل الشارع ويحتك بأفراده ، طفل اليوم فرداني تسيطر عليه الأنا وتمجيد الذات ، كل ذلك أدى إلى غياب قيم إنسانية متعارف عليها وبرزت قيم جديدة أصبح من الواجب على الآباء إتباعها مع جيل الحداثة  للوصول إلى بر الأمان ، فبدلا من قيمة الإحترام والسمع والطاعة للأباء ، حلت قيمة الحوار والاستماع إلى مطالب الأبناء ، والتحفيز والإهتمام بهم

    وأصبحت لقيمة الأخلاق دور أساسي في تربية الأبناء وتكون فعالة ومفيدة متى كان الآباء قدوة لأبنائهم ، ولابد للآباء من الاعتدال في تربية الأبناء ، فلا إفراط في التدليل والانشغال عنهم ، ولا تضييق في السيطرة والتحكم فيهم ،

    فالوسطية علاج ناجح وترياق شافي لكل متمسك بها ، وأصبح لابد من استعمال كلمات رقيقة مهذبة عند التعامل معهم مثل : من فضلك ، شكرا لك ، آسف .
    بحق يجب أن نصرخ جميعا بأننا ذلك الجيل الذي رباه اباؤه وأبناؤه .

    مدير الطب الوقائي بمديرية الطب البيطري بقنا .


     

    تربية الأبناء-المرجعيات-التواصل الاجتماعي

    مقالات

    الأعلى قراءة

    آخر موضوعات