أسرار الموقف ”الأمريكى - السوفيتى“ من حرب الخليج الأولى .. فى رسالة ماجستير بآداب قنا
		أمريكا اعتمدت على نظرية "عقيدة الصدمة" لتمرير استراتيجيات اقتصادية وعسكرية لمنطقة الخليج
الباحثة مها النجار: الاتحاد السوفيتى حقق مكاسب اقتصادية هائلة من خلال بيع الأسلحة لطرفى الحرب
نوقشت بجامعة جنوب الوادى، رسالة ماجستير ذات أهمية قصوى، بعدما سلطت الأضواء على الموقف الأمريكى السوفيتى من حرب الخليج الأولى ( العراق – إيران 1980 – 1988 )، وأظهرت الدراسة التى قدمتها الباحثة مها كمال عبدالسلام النجار الباحثة بقسم التاريخ بكلية الآداب بقنا، موقف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي بالتحديد، لكون هذا الصراع وقع فى المرحلة الأخيرة من الحرب الباردة بينهما، مما أثر على موقفهما تجاه النزاع وفقا لمصالحهما، وتأتى أهمية الدراسة باعتبار أن دراسة مواقف وسياسات الدول العظمى من صراعات الشرق الأوسط من أهم الخطوات التي تساعدنا على فهم الواقع وتفسير تخبطات وأبعاد المشاكل السياسية الإقليمية والدولية الحالية بالوقوف على الثابت والمتغير في السياسات الدولية، عن طريق فهم الآليات السياسية الكارثية التي تهدف هذه الدول من خلالها لتحقيق مصالحها فقط، ومحاولة فهمها قد تجنبنا الوقوع فى فخ خدع السياسات الدولية.
تكونت لجنة مناقشة الرسالة المعنونة " الموقف الأمريكي السوفيتي من حرب الخليج الأولى ( العراق-إيران 1980 – 1988 ) من كل من، الدكتور فرغلي طوسون، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب بقنا، والدكتور عبدالرحيم عبدالهادي أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب بقنا، والدكتور محمد سيد إسماعيل مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب بقنا، والدكتور عاصم أحمد الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة حلوان، وخلف عبد العظيم الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية البنات جامعة عين شمس، وأوصت اللجنة بمنح الباحثة مها كمال النجار درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها بين الجامعات.
استمدت الدراسة أهميتها من عدة اعتبارات على رأسها، اعتبار الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)م، من أهم الصدامات العسكرية الإقليمية في التاريخ والمعاصر، كونها حدثت في منطقة محورية بين الشرق والغرب، غنية بالنفط، وأي صراع بها سيؤثر على المصالح الحيوية للدول الكبرى، وعلى رأسها القوتين العظميين_آن ذاك_ (الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي). وأيضا تأتى أهمية الدراسة من أبعاد الحرب التى أعطت أهمية إضافية لدراسة الموضوع، منها البعد الأيديولوجي للصراع، والذي أخذ محورين مهمين، هما المحور الإيراني العراقي من ناحية، والمحور الأمريكي السوفيتي من ناحية أخرى، حيث اختلفت أيديولوجية قادة طرفي الحرب، كما اختلفت أيديولوجية القوتين العظميين، وهذا البعد أعطى مدلولًا آخر لتطورات الحرب وردود الأفعال حيالها.
أكدت الباحثة مها كمال النجار أن الدراسة تناولت موقف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي بالتحديد، لكون هذا الصراع وقع فى المرحلة الأخيرة من الحرب الباردة بينهما، مما أثر على موقفهما تجاه النزاع وفقا لمصالحهما، وبصفة عامة تعد دراسة مواقف وسياسات الدول العظمى من صراعات الشرق الأوسط من أهم الخطوات التي ستساعدنا على فهم الواقع وتفسير تخبطات وأبعاد المشاكل السياسية الإقليمية والدولية الحالية بالوقوف على الثابت والمتغير في السياسات الدولية، عن طريق فهم الآليات السياسية الكارثية التي تهدف هذه الدول من خلالها لتحقيق مصالحها فقط، ، ومحاولة فهمها قد تجنبنا الوقوع فى فخ خدع السياسات الدولية.
وأوضحت أن الدراسة حاولت تفسير شكل هذه السياسات وماهيتها، وتطبيقا لذلك، قُسّمت الدراسة إلى مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة، وجاء التمهيد متناولا الأوضاع السياسية والعسكرية في إيران والعراق والموقف الأمريكي السوفيتي منها قبل حرب الخليج الأولى. وجاء الفصل الأول : بعنوان (الحرب العراقية الإيرانية "1980-1988م")، متضمنًا مقدمات الحرب وأحداثها ومراحلها التي قامت الطالبة بتقسيمها إلى خمس مراحل أساسية، مع تضمين موقف المنظمات الإقليمية والدولية والموقف العربي والموقف الإسرائيلي من الحرب.
وجاء الفصل الثاني من الدراسة بعنوان (الموقف الأمريكي من الحرب العراقية الإيرانية)، لينقسم إلى ثلاثة محاور أساسية، الأول تناول المتغيرات السياسية الأمريكية وتأثيرها وتأثرها بالمتغيرات فى منطقة الخليج، والمحور الثاني تناول دواعي وأسباب تدخل الولايات المتحدة الأمريكية فى الحرب، وأما المحور الثالث فقد تناول الآليات المدروسة التي اتخذتها واشنطن للاستفادة من الحرب. وجاء الفصل الثالث: بعنوان (الموقف السوفيتي من الحرب العراقية- الإيرانية)، وينقسم إلى ثلاث محاور أساسية،حيث تناول المحور الأول: المتغيرات السياسة السوفيتية، ومدى تأثيرها على موقف الاتحاد السوفيتي تجاه الحرب، وتناول المحور الثاني: دواعي الموقف السوفيتي من الحرب العراقية الإيرانية، كما تناول المحور الثالث: آليات الموقف السوفيتي من الحرب العراقية الإيرانية.
وجاء الفصل الرابع من الدراسة بعنوان (أثر حرب الخليج الأولى على أمن الخليج والمصالح الأمريكية السوفيتية)، وتضمن نتائج الحرب وتأثيرها على الأوضاع السياسية والاجتماعية والعسكرية فى كل من العراق وإيران، وأثر الحرب في أمن الخليج، مع بيان مدى تأثر المصالح الأمريكية والسوفيتية _سلبًا أو إيجابًا_ بالحرب في منطقة الخليج.
توصلت الدراسة إلى عدة نتائج هامة أبرزها استنتاج ماهية الآليات التى استخدمتها الولايات المتحدة لتحقق استفادة قصوى من تدخلها فى الحرب، فعلى الرغم من كون الحرب مباغته في توقيتها بالنسبة للأمريكان، إلا أنهم نجحوا عبر نظرية "عقيدة الصدمة" أو ما يعرف برأسمالية الكوارث في استغلال تلك الحرب بتمرير استراتيجيات اقتصادية وعسكرية إلى العراق ومنطقة الخليج، مثلت الشرارة الأولى التي تغلغلت من خلالها الولايات المتحدة فى الاقتصاد العراقي، والتي دخلت على إثرها بغداد في صراعات خليجية ودولية، لازالت تعاني من آثارها حتى الآن. كما نجح الاتحاد السوفيتي من خلال بيع الأسلحة لطرفي الحرب فى إحداث مكاسب اقتصادية هائلة، بالإضافة إلى استغلاله عنصر الصراع الأمريكي الإيراني فى إحداث تحسينات فى العلاقات السوفيتية الايرانية بنهاية الحرب.
