الجمعة 23 مايو 2025 06:49 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
بوابة صوت الصعيد
رئيس مجلس الإدارة محمد رفيع رئيس التحرير محمد عبد اللاه
×

«جماجم وطلاسم وآيات قرآنية بالمقلوب» .. حكايات السحر داخل مقابر قنا

الأربعاء 21 أغسطس 2019 03:41 مـ 19 ذو الحجة 1440 هـ

مقابر أبوتشت تسجل أعلى نسبة أعمال سحر.. وحفظة القرآن الكريم يطلقون حملة للتطهير

"عمل مدفون في قبر " .. كثيراً ما نسمع هذا المصطلح في إشارة واضحة لما يحدث من انتهاك لحرمة الموتى ومقابر المسلمين، بل وايذاء الإنسان الذى لا يزال على قيد الحياة، إذ أن هناك السحرة والمشعوذين ممن ماتت ضمائرهم يقومون بعمل ما يسمى بـ " سحر المقابر " حتى يصعب تحديد مكانه وإبطاله أو التخلص منه، حتى أن من يلجأ لعمل سحر المقابر تكون نيته الحاق أكبر الضرر بالمسحور باعتبار انه هذا النوع أشد فتكاً وضرراً .

في محافظات الصعيد انطلقت عدة حملات هدفها تطهير مقابر المسلمين من أعمال السحر من خلال 120 متطوعاً من حفظة القرآن الكريم . وقد سجلت مقابر أبوتشت بمحافظة قنا أعلى نسبة سحر مدفون بداخلها.

ويبدو أن حب الدنيا وعدم الرغبة في زيارة القبور كمكان التدبر والموعظة، قد جعلها مكاناً مناسباً لكل ما هو عكس ذلك بعيداً عن أعين الناس .. فطالتها أعمال التدنيس وانتهاك حرمتها بأكوام من الأدوية المخدرة والسرنجات للحقن ومأكولات التسلية في السهرات الماجنة، بالإضافة إلى أعمال السحر والشعوذة التى أصبحت منتشرة داخل المقابر ومنها الطلاسم غير المفهومة والعرائس الممزقة والأعمال المكتوبة على الجماجم والعظام والأحجبة التى تلقى داخل المقابر وتتضمن والعياذ بالله بعض الآيات القرآنية التى تكتب بالمعكوس مع بعض الطلاسم غير المفهومة بقصد الحاق الأذى بالمسحور.

ونحن هنا في " صوت الصعيد " اقتحمنا هذا الملف الشائك، بعدما رصدنا تحركات أعضاء حملة تطهير المقابر من أعمال السحر، وفى البداية قال محمد العمدة الدربي، باحث ومعالج بكتاب الله، ومنسق حملة إزالة السحر من المقابر، أن الحملة قوامها 120 متطوع أغلبهم من حاملي كتاب الله والبعض يقدم خدامته من سيارات للنقل والدعم المعنوي للحملة، ويكمل أن الحملة تفقدت 26 مقبرة على مستوى محافظات قنا وسوهاج والأقصر، وهناك دعوة من التلفزيون المصري وقناة طيبة الشهر المقبل لتصوير الجولة بأسوان ومقابرها.

وعن أكثر المقابر تلوثا بأعمال السحر من بين ما تم زيارته أشار "الدربي" أن مقابر أبوتشت هي الأكثر فقد وجدوا 83 مخطوط وعمل للسحرة والمشعوذين، وعن سبب اختيار لجوء البعض لدفن السحر داخل المقابر أوضح أن طبيعة القبور الروحية وكذلك قانون الإستدعاء حيث يقوم الساحر بموجب هذا القانون الروحي للسحرة بجعل المسحور مثل المتوفي الذي وضع المخطوط بجوار قبره أو بداخلة، وأضاف أن القبور تعتبر أماكن آمنة بالنسبة لهؤلاء عديمي الضمير حتى لا يسهل العثور على السحر.

ويضيف علي السيد، أنه شاهد الحملة تقوم بتطهير المقابر من أعمال السحر والشعوذة، كما أن المقابر بها أكوم من السرنجات والأدوية المخدرة التي تكسي أرض الجبانات التي تمت زيارتها، وطالب بضرورة حماية المقابر من السحرة وحفلات المجون الليلية التى لا تخلو من تعاطى المخدرات.

أما محمود طه - معالج بالرقية الشرعية - فقال إنتشار أعمال السحر دليل على ضياع الأخلاق، ونرى كتب تأتي إلينا كتبت بها آيات الله بالمقلوب وهذا عمل مشين للسحرة للتقرب من الجان الخادم.

أما محمد رفعت، طبيب نفسي فقال الوصول لمرحلة الهروب للمقابر للقيام بأعمال غير أخلاقية أو مصرح بها في العلن دليل على مرض نفسي وضعف شخصية تحتاج لتقويم. وتابع قائلا: أن اللجوء لتعاطي المخدرات بين القبور على أساس انه مكان فارغ ليس إلا، فهناك ضياع لجزء كبير من مكونات الشخصية.

وأضاف " رفعت" أن معالجة المشكلات والتحديات بإلحاق الضرر بالآخرين يعد مرض نفسي خطير يدعو صاحبه لكره كل من هو أفضل منه ويدبر له المشكلات بتسليط السخرة وخدامهم. وأكد أن بناء الثقة بالذات وإحياء قيم التسامح والرؤية لتلك الحالات ضرورة موضحا أن هناك الكثير من المجتمع من لديه تلك المشكلات النفسية ولكنها بمقدار تمكنها تحدث الإنفعالات والتصرفات.

أما علاء يس فطالب بدور واضح للأوقاف في توعية الشباب لخطورة مثل تلك الممارسات من خلال منابر المساجد التابعة لها، كما أكد على ضرورة وجود دوريات أمنية لحماية المقابر من الخارجين عن القانون.

الشيخ محمد العمدة الدربي منسق حملة إزالة أعمال السحر والشعوذة