بقلم :د.محمود العبد حسن

يحدثنا علم البيولوجى على اندثار كائنات حية وانقراضها ؛ بينما استطاعت فئات اخرى البقاء والمقاومة ؛ قابلية التغير لدى تلك الكائنات هى كلمة السر ، الباسورد لكود الحماية

 التغير سنة كونية ، فتوقف التغيير نهاية للوجود كما يقول هرقليطس ، فإن لم تتغير سيصدمك قطار الحياة ؛ صدمة قد تنهى حياتك ؛ او تغيرك جبرا

إن التغيير ليس هبة أو  منحة ؛ أو  هدية ؛ ولا عطاء ربانيا أختص به فئة دون أخرى ، التغيير بكلتا صوره ، لابد ان ينبع من داخلنا ،ونسعى نحوه ، وتتوافر ارادة وعزيمة لتحقيقه ، " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " . قاعدة ربانية تضع شروط واحكام لكل متعثر ؛ مهموم ؛ قلق ؛ متطلع للافضل

إن معوقات او مقومات النجاح تبدأ من داخلك ، ذلك ادنى درجات العدل الآلهى ، هذا لا يمنع اننا قد نتلقى عوامل محفزة أخرى مثبطة فى حياتنا او من بيئتنا ، دورها كما فى علم الكيمياء لا يبدأ التفاعل ، انما تساعد على سرعة انجازه او أبطائه حسب نوعها وكميتها . يحدثنا جل جلاله : " وإذا اراد بقوم سوء فلا مرد له "

أظن من سوء المرء للعبد ، عدم توفيقه للتغيير الايجابى ، والسعى نحو النجاح ، اخلاقا ، وعلما ، وأجتهادا ، والله يدعونا الى التفاؤل والأطمئنان للنجاح فى السعى للتغيير ، فجل جلاله يحدثنا : " وتلك الايام نداولها بين الناس "

. إن الناجحين او المتفوقين فى حياتنا دفعوا ثمن ذلك ؛ وان لم تراه او تعرف الثمن . التغير قد يكون فرديا او مجتمعيا ، وفى كل حالته لابد من تحمل مسئولياته،تعطينا عملية سيف القدس فى غزة الاخيرة احد صور التغيير الإيجابية فى الصراع الفلسطينى الاسرائيلى ،

فهنالك دوما تغير فى ادوات وطرق المقاومة ، فبدأت بالحجارة والعبوات المفخخة مرورا بالعمليات الاستشهادية حتى انتهت بصواريخ القسام والطائرات بدون طيار والتى هزمت القبة الحديدية،واصابت واوقعت قتلى ورعبا فى صفوف ونفوس الإسرائيلي. إن التغيير هوالمطر التى تتساقط من نفسك لتملئ روحك ، وتبعث الأمل فى طريق سعيك ، وتثمر ثمارا طيبة وزهور يانعة فى طريق حياتك .