الشهيد حسن كامل ،هو أول محافظ من أبناء الشرطة، يتولي محافظة البحرالاحمر، والثاني هو اللواء عمروحنفي ، محافظ البحرالاحمر الحالي .

ولد  حسن كامل، فى إحدى قرى مركز ههيا بمديرية الشرقية سنة1908م ، وتعلم فى مدارسها الإبتدائية ،وكان مغرماً بالقراءة فى سير الأبطال عبر العصور، فى مكتبة والده العامرة بصنوف الكتب فازدادت قريحته علماً ، ووعى سلوك الأبطال من الشرق والغرب حيث كان النضال على أشده ضد الإنجليز بقيادة الزعيم مصطفى كامل ، الذى كان قدوة المصريين جميعا فى شتى مذاهبهم والوانهم السياسية ، فتمنى أن يكون مثلهم يوماً ، يشارك مثلهم أدوارهم فى النهوض ببلادهم ، فأتيحت له الفرصة ، فبعد أن أنهى المرحلة الثانوية التحق بمدرسة البوليس وتخرج منها عام 1933م .

بعد التخرج خدم فى أماكن كثيرة فى ربوع مصر، يتنقل بين النقط والمراكز والمديريات ، وكان له دورأً بارزاً فى حماية حى مصر الجديدة من حريق القاهرة فى 26يناير 1952م حيث كان يعمل ماموراً لقسم مصر الجديدة فى هذه الفترة ، وقد لعب البوليس المصرى دورا نضاليا فى هذه الفترة ضد الإنجليز ، ظهر هذا جلياً فى منطقة القنال وبالتحديد فى الإسماعيلية ، وظل جنود بلوك النظام يدافعون ببسالة وجلد عن مبنى المحافظة بطريقة أدهشت العالم أجمع يومها.

تدرج اللواء حسن كامل،  فى وظائف البوليس حتى أصبح مديراً لأمن المنيا ، فالمنوفية ، فمديرا لمصلحة السجون ، فمديرا لأمن القاهرة خلفا للواء يوسف حافظ (الذى اختير محافظا للمنوفية فى يناير 1965م ) ، وفى أثناء توليه مدير أمن القاهرة توفى الملك فاروق عام 1965م وتم نقله إلى مصر فى سرية تامة ودفنه فى مسجد الرفاعى بالقلعة فى هدوء ودون أية مراسم كان خلالها اللواء حسن كامل يسهر الليل ويعمل بالنهار من أجل تأمين الموقف،  وقد رضت القيادة السياسة عنه فى ذلك الوقت فتقرر مدّ خدمته على سن الستين ، ثم اختير مديراً لإدارة الدفاع المدنى ومُنح درجة وكيل وزارة الداخلية .

وفى مايو 1968م كان اللواء حسن كامل محمد ، واحداً من الذين وقع عليهم الإختيار كمحافظين ، وقد عين محافظا للبحر الأحمر فى وقت حرج ، كانت البلاد تعانى من احتلال صهيونى للأراضى العربية ، فعمل ليل نهار لا يكل جهداً فى ذرع المحافظة من شمالها لجنوبها ، يلتقى بأهلها ويعقد معهم اللقاءات ، يتعرف إلى مشاكلهم ، ولا يألوا جهداً فى تذليل العقبات وكذلك يعاون القوات المسلحة والدفاع الشعبى فى حماية محافظة البحر الأحمر من التعرض لأية هجمات ، وكان باستمرار يستطلع هذه القوات من الشمال وحتى الجنوب .

وفى التاسع من سبتمبر 1969م، حدث إبرار بقوات اسرائيلية محدودة فى الزعفرانة ، وأغارت على كتيبة الدفاع الجوى بالمنطقة وقتلت أفرادها وسرقت الرادار الموجود بالكتيبة ، وكانت اسرائيل تريد من وراء هذه العملية الحمقاء لفت أنظار العالم ، بعد أن منيت بخسائر فادحة فى حرب الإستنزاف التى كانت تدور رحاها فى جبهة قناة السويس

 لقد شكلت حرب الإستنزاف ذعراً هائلاً لإسرائيل بعد أن كانت تقوم بعمليات خاطفة تحسم بها كل حروبها ، وأرادت أن تخفف الضغط عليها بفتح جبهات أخرى فى منطقة هشة الدفاعات كمنطقة البحر الأحمر ، لأن المجهود الرئيسى للقوات المسلحة فى جبهة قناة السويس

ومن سوء الطالع كان يمر فى هذه المنطقة اللواء حسن كامل فى طريقه إلى القاهرة . ، فى السيارة الحكومية التى ترفع علم الجمهورية (سيارة المحافظ) ، وبسبب رفع المحافظ للعلم فقد تعرفت عليه القوات الإسرائيلية وحاول المحافظ والسائق الإختباء وراء شجرة أو صخرة ولكن قوات العدو لاحقته وقتلته ..

وشيعت جنازة اللواء حسن كامل محمد فى القاهرة بحضور وزيرى الداخلية والإدارة المحلية ، ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه بههيا بالشرقية

..ويعتبر من المحافظين القلائل الذين توفوا وهم يشغلون مناصبهم ، مثل : عبدالعزيز على، وعمر سعفان ، ومحى الدين أبو العز ، ومحمد فوزى معاذ ، وقدرى عثمان، ومحمد سميح السعيد ..

ولم تنس الدولة حسن كامل فقد كرمّه الرئيس جمال عبدالناصر واعتباره من الشهداء العظماء وتم ترقيته إلى رتبة الفريق ، وأطلاق اسمه على مدرستين بالغردقة ، الأولى : مدرسة الشهيد حسن كامل الإعدادية ، والثانية : مدرسة الشهيد حسن كامل الثانوية ، وقرر محافظ الشرقية الدكتور فؤاد محى الدين، الأسبق  إطلاق اسمه على شارع فى ههيا ، كما قرّر وزير الإدارة المحلية محمد حمدى عاشور إطلاق اسمه على ميدان سفير بمصر الجديدة ، وقررت وزارة الداخلية إطلاق اسمه على معهد تدريب الشرطة ..