عيد اليتيم .. بأى حال عدت يا عيد !

غدا الجمعة الأولى من أبريل والإحتفاء بيوم اليتيم ! لا أعرف لما لدي كثير من التحفظات على ما يحدث في هذا اليوم من امتلاء الحدائق العامة بالأطفال الأيتام وإطلاق العنان لمكبرات الصوت لكي تنطلق بالأغاني الشبابية ولا أنسى العام الماضي وأغنية "بابا فين" التى كانت من ضمن ما سمع الأطفال الأيتام من أغاني في أحد الحدائق العامة.
"بابا فين" ليست الأغنية فحسب هي من تسأل هؤلاء الأطفال في هذا اليوم عن والديه وتذكره بفقدان الأبوين أو أحدهما، فطوابير دخول الملاهي في الأندية الراعية للإحتفالات تسأله، والتقاط الصور معهم للبث عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
لم أندهش مطلقا عندما أبغلتني إحدى الزميلات برفض اثنين من أعضاء مجلس النواب عن إحدى دوائر محافظة قنا بالمساهمة في حفلة تعدها ليوم اليتيم، والسبب ببساطة من وجهة نظرهما أنهما لن يساهما في حفل لن يتمكنا من حضوره، وهذا حقهما فتلك الإحتفالات لرجال الدولة ما هي إلا وسيلة للظهور وإلتقاط الصور.
عام مضى منذ يوم اليتيم ليحل علينا من جديد غداً فهل وضعت الدولة خطة لرعاية المتفوقين منهم ؟ هل أعدت الدولة ليوم اليتيم ما تقوله عن أعمال تخصهم وهم من أوصى بهم الله ورسوله ؟ هل قام رؤساء مجالس المدن بجولة ميدانية طيلة العام الماضي على تلك الأسر لاستطلاع مشكلاتهم ؟ .. لا ولكنه يوم كيوم المرأة ويوم ذوي الإحتياجات الخاصة .. كلها أيام توضع في سجل مواعيد المسؤولين ليدعو فيها تلك الفئات لإلتقاط الصور.
أتمنى أن يكون يوم اليتيم يوم حصاد وإعلان عما قمنا به خلال عام معهم، أتمني أن نتركهم نيام ولا نوقظهم فجرا أملا في يوم جميل في حدائق مزدحمة لتنتشر صورته عبر الفيس بوك، وفي النهاية لن يجدوه. ولذا أناشد أولي الأمر بأن يجعلوا من كل حدث أمل لمن يحتاج ولا تزيدوا همومه باللعب على وتر الأمل لديه فيومكم يزيد معاناته.
وفي النهاية فأنا لا أقصد الجمعيات الخيرية بكلماتي فهم يقومون بما هو متاح لهم، ولكن أتحدث لصناع القرار فاليتيم يحتاج لرعاية صحية و نفسية وتعليمية، وأقول هذا وأنا مسؤول عن أبنائي أولاد أخي رحمه الله فكم ساعدتهم إذا ما حضرت إليهم وجلست معهم فصناع الفرحة للأيتام هم تبقى من عائلتهم، أما غيرهم فعليهم أن يزيلوا العقبات من حياتهم في التعليم والصحة وأن يقدموا العون لمن يعولهم قدر المستطاع.