صوت الصعيد

الثلاثاء، 16 أبريل 2024 04:11 م
صوت الصعيد
جرأة .. موضوعية.. التزام
  • موتورولا
  • صنع في مصر
رئيس مجلس الإدارةمحمد رفيعرئيس التحريرمحمد عبد اللاه

أهم الأخبار

    مقالات

    مفتاح السعادة

    صوت الصعيد

    بقلم :د.محمود العبد حسن

    القرآن الكريم كتاب المسلمين الاول ودستورهم فى الدنيا وأملهم فى الحياة ،لم يكتفى ان وضع طريق الهداية ورسم سبيل العبادة لهم بل نظم شئونهم الاجتماعية، التوحيد هو الركن القلبى الذى يشاد عليه صرح الخير كله،والصلاة والصوم ركنان بدنيان قصد بهما اعداد النفوس لعمل الخير والدعوه اليه

    والزكاة ركن مالى قصد به تنظيم شأن اجتماعى عظيم له خطره فى حياه الامم،وأخلاق الافراد،وهو علاقه الاغنياء بالفقراء وبمصالح المجتمع.

    اقتضت حكمة الله أن يكون الناس مختلفين فى الدرجات،متفاوتين فى الغنى والفقر،وقضت بأن يعيش بعضهم تحت ظل البعض،يعمل له،ويستمد رزقه من رزقه:"نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الدنيا"الزخرف/32.

    على هذا النظام تقوم الاعمال،وتدور الحركات،وتشتد المنافسات حول العيش والارتقاء،لكن حب المال وغريزة الشح غلبت الاغنياء فأنساهم حق الفقير والمسكين والضعيف،وبرزت الآثره وطغى حب النفس والاستغلال فتولدت الضغائن والاحقاد بين البشر،جاء الأسلام بعلاج ناجع ورسم علاقة مثالية مع المال واضعا نصب أعينه حق الملكية الفردية وخطر اهمال حق الفقيرفعمل على تهيئة النفوس ووضع سدود امام الطغيان المادى فاختار الوقوف وسطا بين الافراط والتفريط دأبه فى كل تشريع.

    أعلن الاسلام ان المال مال الله وان الاغنياء مستخلفين فيه لينظر فى حفظه وادارته:"وأتوهم من مال الله الذى أتاكم".النور/33،"أمنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه".الحديد/7.حارب فيهم خلق الشح الذى يمنع التراحم والبذل ومساعده الفقيروالضعيف:"ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"الحشر/9."ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامه "ال عمران/80

    .فالشح آفه تمنع التعاون والتراحم وتقضى على المجتمعات،وتغرس الحقد وتولد ثوره فى النفوس وترمى المجتمعات فى هوة سحيقه.هدد الأسلام الأغنياء إذا قصروا فى حق الفقير واستغلوا حاجته لمنفعتهم الشخصية:"يمحق الله الربا ويربى الصدقات"البقرة/276. "أتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله"البقره /278- 279.

    القرآن الكريم حرك العواطف،ونبه الوجدان الى الانفاق على الفقراء والمساكين وواعد صاحبها بالثواب والحياة الطيبه،وحسبك انك لا تجد سورة فيه إلا وفيها ذكر للفقيروالمسكين،وجاء كلمه الانفاق وصيغها ثلاثه وسبعون مره،اكثر من ذكره للصلاه والزكاة،فجعل لهما حقا فى الصدقات المفروضه،حقا فى الغنيمه،جعل لهما حقا فى الفئ،جعل لهما حقا فى المال أذا اقتسمه أربابه بمحضر منهما،جعل لهما كفارة اليمين؛وكفارة اعتداء المحرم على الصيد،وجعل لهما كفارة الظهار،جعل لهما فدية الأفطار فى رمضان .....الخ،له فى ذلك حكمه أجتماعية سامية،حتى لا يستأثر بالأموال طائفه الأغنياء ويصير دولة بينهم،فيثير الفقراء حربا عليهم.

    هذا نزر يسير وقطرة من غيث لعلاج القرآن لمشكلة الفقير مع الغنى،حريا بنا ان نلتزم بها فى ظل ما تعانيه الدولة المصرية من مشاكل أقتصاديه فى ظل ندره للغذاء مع ارتفاع ثمنه،فلانسرف ولا نبذر،ولا ننسى حق الفقير والمسكين.فتكون ممن امسك مفتاح السعاده وكان من الفائزين فى الدارين ان شاء الله.

     

    مفتاح السعادة-الاسلام-القرآن الكريم

    مقالات

    الأعلى قراءة

    آخر موضوعات