متلازمة المستريح
بقلم: د. محمود العبد حسن
مستريحواسوان وكثرة ضحاياهم وكمية المبالغ المنهوبة أحدثت زلزال لن تقف اثاره الكارثية علي اهالي اسوان فقط،حيث كشفت النيابه العامه انها تباشر التحقيق في ثمان وعشرين قضية متهم فيها سبعه وثلاثون متهما، وبلغت عدد المجني عليهم ثلاثه الاف وتسعمائه واثنين وعشرين مجنيا عليهم وكان حاصل الاموال التي تلقاها المتهمون منهم تقدر باربعمائه وخمسه وخمسين مليونا وتسعمائه وواحد وثلاثين الفا وسبعمائه وخمسه واربعين جنيها.
المستريح اسم جديد لظاهرة قديمة ازليه وان اختلفت طرقها واسمائها،ربما جاء لفظ المستريح للايحاء والايهام بوصول ذلك الشخص لقمه الهرم المادي ومبتغاه من الثروة في ظروف لا يعلمها احد وباسباب مجهولة وفي وقت قصير،يردد منتفعيه ورواده قصص سخائه وعطاياه التي لا تحصي ولا تعد،يسعي ويتودد الي اهل السلطه ورجال الدين ويتقرب اليهم ويغدق عليهم بالهدايا والاموال لانهم شباكه وطعمه الذي لا يخيب.
متلازمة المسنريح ماهي الا صدي وانعكاس للمجتمع المادي الراغب في الثراء والساعي اليه باذلا في سبيل ذلك الغالي والرخيص لاغيا عقله وتفكيره،ينجح النصاب او المستريح دوما في تحقيق مبتغاه والوصول لاهدافه لاسباب متعدده ومتنوعه لعل من اهمها انه يخاطب غزيرة فطرية في البشر ويدغدغ احلامهم ويحولها الي وحوش تلتهم انسانيتهم وليس دوما جل ضحاياه طماعيين او جشعيين،فالطريق الي المستريح ممهد وجاهز كما هي طريق النار حفت بالشهوات والمطامع،المستريح ليس ضحاياه البسطاء فقط ففي كشوف ضحاياه نجد اساتذه جامعه ونواب مجلس شعب وبعض الشخصيات العامه كما في احداث اسوان الاخيرة.
ليس المستريح ذكي كما يردد العامه،انما هو ابليس بشري وممثل بارع وبعضهم ضحايا لابالسه اكبر واعظم،لعل من اهم اسباب تكرار متلازمة المستريح هو العقوبات الغير رداعه فهي عده سنوات يخرج بعدها متنعما بما نصب،وثانيا بعض ضحاياه يصاحبهم شعوربالخجل والتانيب النفسي الذاتي وتجنبا للحرج المجتمعي مما يجعلهم يحجمون عن الابلاغ عن المستريح وكونهم ضحايا له مما يجعل عقابه اخف مجتمعيا وجنائيا.
ظاهرة المستريح لن تنتهي ولا تموت،فهي فكره والافكار لا تنضب،وحيله من جرابهم المملوء العابا وحيل جديدة مبتكرة تناسب كل عصر وتوافق جميع الضحايا. سرعه القبض علي هؤلاء المستريحيين ومحاكمتهم علانيه ومصادرة جميع اموالهم وأنزال عقاب رادع بهم وزجر لمن يحاول اتباعهم او سلك منهجهم وكذلك رفع الوعي المجتمعي والتحذير من وقوع براثن النصابيين تحت دعاوي مبهجه وآمال مزيفه،فما غوي ابليس ابانا ادم الا من باب النصيحه ورغبه في الخير له واقسم له بذلك،المستريحون درجات اعلاهم من استطاع خداع شعب او شعوب ومازال له محبين ومريدين داعمين ومبررين لفشله .
