صوت الصعيد

الخميس، 25 أبريل 2024 05:03 ص
صوت الصعيد
جرأة .. موضوعية.. التزام
  • موتورولا
  • صنع في مصر
رئيس مجلس الإدارةمحمد رفيعرئيس التحريرمحمد عبد اللاه

أهم الأخبار

    مقالات

    فى دنيا الناس

    صوت الصعيد

    بقلم:د. محمود العبد حسن

    اقتضت حكمة الله تمايز الأفراد واختلاف مشاربهم،والأمر بتقبل هذه الأختلاف ومسايرته والتعايش معه،وللفرد أهمية كبيرة فهو نواة المجتمع ومصدر قوته واليد العامله فيه،فالمجتمع يسعى لتحقيق أهدافه عن طريق افراده

    ومتى صلح الأفراد سلمت مجتمعاتهم. حرصت الشريعه الأسلامية على الوسطية والتوازن بين حقوق الأفراد وواجبات مجتمعاتهم،فلاهى اذكت شعار يحيا الفرد ويسقط المجتمع؛فهى المسيرة المظلمة للفردانية،وأطلاق العنان لجموح الرغبات والنزوات،ولا أعلت من سطوة وسيطرة المجتمع لتقييد الحرية الشخصية.

    الناس فى مجتمعاتهم مناهج فى سلوكهم،وسبل فى حياتهم،تختلف هذه المناهج وتلك السبل بأختلاف الأفراد،تبعا لأستعدادهم النفسى والخلقى والثقافى،وهى أما تتخبط فى الحضيض،وأما تسمو الى القمه،أو تسير وسطا بين الأرتفاع والحضيض. تعتنى الأديان بالأخلاق فهى المقياس الحقيقى للرقى وعنوان الحضارة،والمضطلعون بتقويم المجتمع عند سعيهم للأرتقاء به يبدأون بالأخلاق،لأنها الخيط الذى يصل الى الهدف المنشود والغاية المبتغاه.

    الناس على أختلاف المشارب والمنازع أصناف ثلاث : صنف من الناس لا يفعل الخيرولكن يحب أن يحمد به،يقترف الأثم ثم يرمى به الأبرياء،متى كان له الحق تراه عجولا لحوحا فى طلبه والسعى اليه،لا يقبل معذرة أو نظرة الى ميسرة،وأن كان عليه الحق ضجربه.

    تلك أناس حظوظ أنفسهم عالية،وتزداد فيهم نزعه الأثره،وتكبرفيهم آفه البغى والجشع؛هذا الصنف شعاره خذ ولا تعط،فإن تستطع فخذ أكثر مما تعطى. الصنف الثانى من الناس لا يضنون بالحق الذى عليهم،بل يسارعون فى أدائه وفى ذات الوقت حريصا على حقه،لا يتهاون ولا يتنازل فى أقتضائه،لا يبدأون أحدا بظلم أو عدوان،وعند ظلمهم ينشدون حقهم بدون مجاوزة أو شطط، شعارهم فى الحياة خذ مقدار ما تعطى. والصنف الأخيرمن الناس هم ندره،يتجاوزون باب العدل إلى باب الفضل،لا يظلمون أحداً،بل يعفون عن ظالميهم،ولا يبخسون الناس حقوقهم،بل يتنازلون عن حقهم،ويعطى عطاء غير ممنون

    هؤلاء شعارهم فى الحياه أعط ولا تأخذ؛وإن لم تستطع فأعط من نفسك أكثر مما تأخذ.تلك أصناف الناس وهذه مبادئهم التى يعبرون عنها فى الحياه. يقول الشيخ محمد عبد الله دراز لو تخيلنا لكل صنف رمز حسابى؛

    لوضعنا على الصنف الأول علامه النقص؛والثانى علامه المساواة، والثالث علامة الزائد. غالبية الناس من الصنف الأول أو فينا بعض من صفاتهم،وقله ماهم الصنف الثانى،وندر الصنف الثالث،ويا سعد من يقابل أو يعاشر أو يتعامل مع الصنف الثالث؛منً الله علىً أن رزقنى الله باخ منهم

    جعلنى أقول تحيا الناس؛والناس يحيى؛ وياليتنى يحيى.

    محمد عبد الله دراز-صوت الصعيد-الناس

    مقالات

    الأعلى قراءة

    آخر موضوعات