بقلم : د.محمود العبد حسن

لماذا يلجأ المرء دائما لتبرير فشله ؟، مرضه؟، وما يعترضه من بلاء ، بأنه أصيب بضربه عين؛نظرة حسد ؛وأن الناس تضعه دوما فى مرمى أبصارهم،وتحت ملاحظتهم ومتابعتهم المستمرة

. الجن والأشباح والعفاريت ،قائمه طويلة طويلة تثير الخوف وتخلق الرعب فينا،اذا اقترنت منذ الطفولة ــ بمشاعر الخوف فى أدمغتنا،لذلك عندما نشاهد افلام الرعب، أو نكون رواد لألعاب الرعب فى الملاهى، نشعر بالخوف الشديد ، مع علمنا اليقينى بأنه مجرد تمثيل بعيد عن الواقع . لكن للأسف أدمغتنا تخدع ، وتتفاعل مغ تلك المشاهد ، وكأنها حقيقة ، مع علمنا المطلق بأنها مجرد وهم وأحداث غير واقعية ،لكن يظل تأثيرها قويا علينا

 كتلك الأفكار والمعتقدات التى نؤمن بها ونصدقها. تلك الأوهام والضلالات التى نؤمن بها ونصدقها هى السحر الأسود الذى يخلب العقول ، ويؤثر فى كل ذرة من حياتنا،إنه السحر الأسود الذى يفسد علينا متع الحياة ، ويسلبنا حلاوتها، ويفقد العقول ويذهب الهمم .

قوة السحر الأسود حسب درجه ايمانك بالأوهام ،فتصبح اكثر قوة ، وأشد فتكا ، وتدميرا بحياتنا وأحلامنا. السحر الأسود هو سلاح ابليس فى معركته مع بنى البشر

ويحدثنا القرآن عن ذلك بقوله :" الشيطان يعدكم الفقر". البقرة. حيث من اسلحته التفكير السلبى وسوء الظن، والتشاؤم ، والدعوة الى اليأس،بينما جل جلاله يدعونا للتفاؤل ،وحسن الظن ،والتطلع دوما الى الأفضل وترقبه.

السحر الأسود هو أحد الحيل الدفاعية وأسهلها ، التى يلجأ اليها الفرد للحد من مشاعر اللوم والقلق والتوتر داخلنا،حيث نعزو أساباب فشلنا وآخفاقنا ليس الينا ولا لقدراتنا او لافعالنا ، بل لأسباب خارجية وقوى خفية لا قدرة لنا على مجابهتها او التغلب عليها. مرضى السحر الأسود تمتلئ بهم ساحات المشايخ ، وباحات الأضرحة وعيادات الأطباء

.يرى أطباء علم النفس أن تعليق كثير من الناس لحدوث مكروه لهم بالعين والسحر،يرجع الى عدم النضوج الفكرى فى النظر الى الأمور والحكم عليها،ومحاوله القاء الخطأ أو الاخفاق الى قوى خارجية ، للهروب من تبعات هذا الأمر ، وإرضاء الذات بأنها غير معقدة ، وكذلك تغذية الشعور بالأهمية والنرجسية ، لأن العين يصاب بها الشئ الجميل أو الحسن .

أهم علاج لمرض السحر الأسود ،التربيه السليمة فى الصغر ،البعيدة عن الخرافات والأوهام ، والأرتكان الى عقيده وايمان صحيح ، والقدرة على تحمل المسئولية وعدم الهروب من تبعاتها،وتعلم كيفية تغيير ألآنماط السلوك السيئة واستبدالها بالحسن .