صوت الصعيد

الأربعاء، 24 أبريل 2024 04:56 م
صوت الصعيد
جرأة .. موضوعية.. التزام
  • موتورولا
  • صنع في مصر
رئيس مجلس الإدارةمحمد رفيعرئيس التحريرمحمد عبد اللاه

أهم الأخبار

    مقالات

    ” نهر الحياة ”

    صوت الصعيد

    بقلم د. محمود العبد حسن

    إن من السنن الكونية وقوع الابتلأء على المخلوقين اختياراً ، وامتحانا ، وتطهيرأً لهم,وتمحيصا لذنوبهم ،وتمييزا لهم ،والابتلاء يكون بالخير والشر مصداقا لقوله تعالى:"ونبلوكم بالشر والخير فتنه والينا ترجعون".الأنبياء 35.

    الابتلاء بالخير يكون أشد وطأة على النفس،فكثير من يصمد امام ابتلاء الشر،وقله من تنجح فى ابتلاء الخير.حين ينزل الأبتلاء يتمايز الناس حسب الايمان ،وتختلف شدة الأبتلاء حسب نوعه ،هل هوأبتلاء بداية إيمان ،ام ثبات على إلايمان ،أم إبتلاء اختبار وتمحيص.

    يحكى لنا القرآن الكريم عن نموذج من الابتلاء فى قصه طالوت مع بني إسرائيل لقتال العمالقه ،هب معه الكثيرون للخروج ، إطمئناناً لوعد الله لهم بالنصر ، كان الخروج في يوم قائظ ، شديد الحرارة ، فاشتد بهم العطش حتى اسودت شفاهم ، فسألوا طالوت الماء ، فأجابهم بأن الله مبتليهم بنهر ، محذراً إياهم من الشرب منه ، ولا تثريب على من اغترف غرفة بيده ، سقط غالبيتهم في ابتلاء النهر، فجرت تصفيتهم واستبعادهم من المعركة .

    إن نهر طالوت هو الدنيا بزخرفها وفتنتها ، فهناك من يقبل عليها بنهم ويسعى إليها بطمع ،وقليل من يقاوم فيها ما يحب ويتحمل ما يكره.

    تعلمنا قصة طالوت أننا في الإصلاح ومعاركه ،لا نحتاج إلا إلى المخلصين الصابرين،الذين لا يطمحون في الإمتيازات ولا ينبطحون أمام الرغبات والمغريات، أو يخافون من التهديد والوعيد ،ولا يطمعون فى ذهب المعز ولا يهابون سيفه،وأن نفطن أيضاً أن الكثرة زائفة ومكمن ضعف وموطن خطر،متى كانت النوايا فاسدة،والأعمال قبيحة ، والأهواء متقلبة ، والمطامع موجودة ، فيأتي الإبتلاء للتصفية والفرز ، لنعلم الصادق من الكاذب ، وإن التصفية لا تتم مرة واحدة بل على مراحل ، فها هم من نجحوا في عبور النهر على قلتهم ، يفتتنوا بجيش جالوت ،لكثرة عدده وعتاده ، فيركب الرعب في نفوس البعض وتخور قواهم وتضعف عزيمتهم

    أما الفئة الأكثر يقيناً والأعلى ثباتاً ، يمضون إلى معركتهم واثقي الوعد ، واشتياق إلى لقاء ربهم ،فالنصر حليفهم في كل الحالات ، وعدوهم خاسر حتى وإن غرهم حاله وأخافهم عدده وعتاده.

    عزيزي المبتلى ،لا تحزن وافرح،  فالدنيا لحظات وبعدها تسعد بلقاء ربك وعطائه اللا محدود في آخره بلا حدود،فكل إبتلاء هو الى قضاء وأنتهاء ،ويبقى فقط الأجر او العقاب على طريقة التلقى وكيفية التعامل مع الإبتلاء.

    مدير الطب الوقائي بمديرية الطب البيطري بقنـــــا

    نهر الحياة-الطب وقائي-صوت الصعيد-طالوت

    مقالات

    الأعلى قراءة

    آخر موضوعات