صوت الصعيد

السبت، 20 أبريل 2024 10:39 ص
صوت الصعيد
جرأة .. موضوعية.. التزام
  • موتورولا
  • صنع في مصر
رئيس مجلس الإدارةمحمد رفيعرئيس التحريرمحمد عبد اللاه

أهم الأخبار

    مقالات

    ” الترف أصل التلف ”

    صوت الصعيد

    بقلم د. محمود العبد حسن 

    يقول د.محمد عمارة : إن العدل الاجتماعي هي الفريضة الغائبة والمنشودة في مواجهة البؤس الكالح الذي صنعته الرأسمالية المتوحشة بالعالم .

    ولذلك أردت أن أتكلم عن الغنى كمصدر من مصادر الإبتلاء والفتنة ، ونجد ذلك واضح تمام الوضوح في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، فيقول عز وجل :" كلا إن الإنسان ليطغى ، أن رءاه استغنى " ... العلق (٦-٧) ... أي أن الإنسان إذا كان في صحة وثراء ، وفي حكم يسيرا كان هذا الحكم أو كبيرا ، فإنه ينزع للطغيان ويستخف قومه فلا يبالي بهم ، ويستعبدهم فيطيعونه ، ويذلون له خوفا ورهبة منه ، واضح وجلي ذلك في قصة فرعون ، وهذا يرجع إلى أن الغنى يؤتي مصادر الترف فمن هنا كان أقدر الناس على الفساد والإفساد ، فالترف أصل كل تلف .

     وعند دراسة تاريخ الأنبياء والرسل نجد أن أثرياء القوم ومترفيهم هم أول من ناصبوهم العداوة والبغضاء وذلك لأنهم يهددون حظوتهم أو وضعهم الإجتماعي من وجهة نظرهم ولذلك يرفضون دعواتهم رفضا قاطعا ، بينما الفقراء هم الأسرع إلى إستجابة هذه الدعوات لأن المهمشين أقل الناس إرتباطا بالأرض ،ولذلك يستعملون عقولهم بسهولة لأنهم لا توجد لديهم شهوات أو رغبات تحول دون استعمالها

     قصة قارون دليل آخر ، فثرائه سبب من أسباب خروجه عن قوم موسى ومصدر من مصادر الفتنة له ، فمنع حق الله في ماله وحجبه عن أهله وفقراء قومه حين سألوه أن يعطيهم من هذا المال ، ونسي أن الله هو المعطي والواهب ، وفتن قومه ولذلك عجل الله عقوبته فخسف به الأرض وبماله أيضا .

    ولا يغيب عن أذهاننا قصة ثعلبه بن حاطب الذي سأل رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أن يدعو الله ليغنيه وألح في السؤال فكان ذلك فتنة له فترك مجلس رسول الله ثم الصلوات الحاضرة حتى وصل به الحال أن رفض إعطاء زكاة ماله .

    وقد يسأل سائل ،هل الغنى موبقة أو ذنبا ، فأجيب كلا ولكن وجب على العبد أن يحمد الله ويشكره على هذه النعمة فيتصرف فيها كما أمر ربه ويعطي منها عيال الله وألا يتخذها مطية للإستكبار على خلقه أو التعالي عليهم .

    ولذلك يقول سيدنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم": ( إن الله ليبتلي الناس بالنعم ) ، فحذار أن تكون النعمة أو الغنى إبتلاء أو استدراج لك من حيث لا تدري ، ولذلك وجب الحذر والخوف منها ، ولهذا كان الحسن الشاذلي دائما يدعو " اللهم اجعلها في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا " .

    مدير الطب الوقائي بمديرية الطب البيطري بقنا .

    محمد عمارة-الطب البيطري-صوت الصعيد

    مقالات

    الأعلى قراءة

    آخر موضوعات