صوت الصعيد

الأربعاء، 24 أبريل 2024 09:09 م
صوت الصعيد
جرأة .. موضوعية.. التزام
  • موتورولا
  • صنع في مصر
رئيس مجلس الإدارةمحمد رفيعرئيس التحريرمحمد عبد اللاه

أهم الأخبار

    مقالات

    ” تخاصم أهل الجنة والنار ”  

    صوت الصعيد

    بقلم د . محمود العبد حسن
    قد نختلف ونتخاصم مع الآخر ، ويشتد بيننا الخلاف ، ويظن كلانا أن الحق بجانبه ، وقد نعجز في تحديد المصيب منا ، ويكثر ذلك في الأمور العقائدية ، فيظن كل فريق أنه من المؤمنين وخلافه من أهل النار ، وبخاصة أن من ماتوا وفارقوا حياتنا لم نسمع يوما أن عادوا ليخبرونا بقصتهم وحال معيشتهم ، هل لقى كل منهم جزاء عمله وما أقترفته جوارحه ، فكلنا شوق لاختراق الغيب وتجاوز الحجب لمعرفة مصيرهم الأبدي وخاتمة أعمالهم .

     إن قرآننا الكريم يجيب على كل التساؤلات ، ويريح الصدور ، فيخطرنا بأسلوب شيق وسرد رائع في أسلوب قصصي فريد عن ذلك التحاور بين أهل الجنة وأهل النار فيقول : " ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا " ، فتأتيهم الإجابة مقتضبة وبصوت منكسر ذليل : " قالوا نعم " ، فحينئذ : " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " ... الأعراف (٤٤) . 

    فهنالك يعظم التنادي ويصيب العطش أهل النار فيجئروا إلى أهل الجنة بطلب بائس : " أن افيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " ، فيأتيهم الرد صاعقا وبشكل حاسم : " إن الله حرمهما على الكافرين " ... الأعراف (٥٠).

    ويذهب أهل الجنة إلى مقاعدهم فيصف القرآن لنا هيئتهم وسيماهم : " إن الأبرار لفي نعيم ، على الأرائك ينظرون ، تعرف في وجوههم نضرة النعيم ، يسقون من رحيق مختوم ، ختامه مسك " ... المطففين (٢٢-٢٦) . 

    أهل الجنة حتى الأمس كانوا موضع سخرية واستهزاء من أهل النار في الحياة الدنيا : " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ، وإذا مروا بهم يتغامزون ، وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين ، وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون " ... المطففين (٢٩-٣٢) .

    فجأة يصبح مستهزأ الأمس مكرم اليوم ، وكريم الأمس مهان وذليل اليوم ، وانقلبت الآية : " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ، على الأرائك ينظرون ، هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون " ... المطففين (٣٤-٣٦) .

    ويغدق علينا القرآن  في وصف أهل الجنة وحالهم : " إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ، هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون ، لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون " ... يس (٥٥-٥٧) .

    ويرسم لنا في المقابل الصورة الأخرى : " فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم ، يصهر به ما في بطونهم والجلود " ... الحج (١٩-٢٠) .

    تلك الصور والمشاهد وذلك الحوار بين أهل الجنة وأهل النار بكل تفاصيله يجعل الإنسان مشغول دوما بالسعي وراء الحق والخير والعدل ويهتم بالخاتمة جاعلا الجنة مبتغاه لأنها سلعة الله الغالية  .    

    مدير الطب الوقائي بمديرية الطب البيطري بقنا 

    القرآن الكريم-أهل الجنة-النار

    مقالات

    الأعلى قراءة

    آخر موضوعات